الاهتمام بالشباب اهتمام كبير ومتواصل لأنهم أمل المستقبل ، وفي اطار هذا الاهتمام
جاء المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي أمس بعنوان (مشكلات الشباب المسلم في
عصر العولمة) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
حفظه الله من أجل وضع حلول ناجعة لهذه المشاكل في ضوء ما يواجهه الشباب من تحديات
خطيرة تتطلب منهم التسلح بالعلم والإيمان لمواجهتها ، وهو دور يقع في الأساس على
عاتق العلماء والمفكرين لتوضيح حقائق الدين الإسلامي ومبادئه القائمة على الوسطية
والاعتدال والموعظة الحسنة
ولما كانت مرحلة الشباب هي من أهم المراحل التي يمر
بها الإنسان فقد جاء الإسلام ليبين لهم أهمية الوقت وكيفية الاستفادة منه حتى لا
يضيع مصلحة أو منفعة عامة.
ولما كانت مرحلة الشباب هي مرحلة الانفتاح الذهني فإن
هناك الكثيرين الذين يستهدفون الشباب في هذه المرحلة منهم من يريد الانحراف به نحو
مهاوي الرذيلة ومنهم من يريد اختطافه بافكار ظاهرها الإسلام وباطنها الانحراف
والتضليل .. وهنا تأتي أهمية دور علماء الأمة في توضيح الجوهر الناصع للعقيدة
الإسلامية القائمة على الوسطية والاعتدال وهي مبادئ يجب أن تبلغ إلى الشباب في
ساحات المدارس وفي الاحياء وفي المنتديات وفي كل مكان يجتمع فيه الشباب حتى لا
يقعون فريسة سهلة لأولئك الذين يخططون لاصطيادهم باسم الإسلام ولا ننكر أن هناك
جهوداً كبيرة من الدعاة والعلماء والمفكرين ولكن المشوار طويل ومتجدد ويتطلب
التواصل مع الشباب في كل أوقاتهم للتبشير بمنهج الاعتدال والوسطية الذي هو لب
الشريعة الإسلامية وأساسها.