منتديات الجنان جبل حبشي
الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 829894
ادارة المنتدي الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 103798
منتديات الجنان جبل حبشي
الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 829894
ادارة المنتدي الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة 103798
منتديات الجنان جبل حبشي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
:الأســـــم
:كلمة السـر
تذكرنــي؟
الرئيسية البوابة التعليمات البحث التسجيل
المواضيع الأخيرة»اللهم امين»الخميس 21 نوفمبر 2013 - 14:58 من طرف »الصاحب اللي له في ضميري محبه»الخميس 21 نوفمبر 2013 - 14:54 من طرف »صور من ماليزيا..الصور رووووووووووووووعه»الإثنين 24 يونيو 2013 - 1:05 من طرف »Icon21 @@@ حروفَ متشـآبكةَ 9 @@@»الإثنين 3 ديسمبر 2012 - 9:12 من طرف »شخصية الانسان الخجول وكيفية التعامل معه»الخميس 1 نوفمبر 2012 - 12:47 من طرف »كيف تجبر الناس على احترامك؟»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:07 من طرف »قد يرى الناس الجرح في راسك ولكنهم لايشعرون بالالم الذي تعانيه»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:06 من طرف »عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:02 من طرف »هكذا هم أغلب الناس دوماً ..»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:01 من طرف »كن سبباً لإدخال السرور في قلوب الناس حولك»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:01 من طرف

 

 الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو صقر السالمي
.
.
ابو صقر السالمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Writin10
المــزاج : منشغل البال
المــهنه : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Collec10
العمر : 40
تاريخ الميلاد : 18/09/1983
المشاركات المشاركات : 2208
النشاط : 9515
وسام : 7
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
. : مافي احدمرتاح
وسام : 16

الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Empty
مُساهمةموضوع: الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة   الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Emptyالإثنين 10 مايو 2010 - 11:40

الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً - - - فالظلم آخره يأتيك بالندم

نامت عيونك والمظلوم منتبه - - - يدعو عليك وعين الله لم تنم

طوبى للمظلومين، أن تكون مظلوما خير من أن تكون ظالما، أبكي على من ظلمني إذا وقف غدًا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة. حسبي الله، الله بيني وبينك، والله سأدعو عليك عند أسوارالكعبة، "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، 227 – الشعراء. من سَلَبَ نعمةَ غيرِه سَلَبَ نعمتَه غيرُه، ومن طال عدوانه زال سلطانه. فأتقِ دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة. وأظلم الناس من ظلم لغيره. إن الظالم لمعاقب يوم القيامة وقبلها في الدنيا في نفسه أو في ماله أو في أهله. سهام الليل لا تخطئ، تفتح لها أبواب السماء، والله ينتصر لها ولو بعد حين، فاحذر كما قال الله جل جلاله: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"، 102 – هود. وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل. الظلم يطلق على مجاوزة الحد، والتصرف في حق الغير بغير وجه حق. إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ونزع للبركات في الدنيا، كما جاء في الحديث الشريف: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم: "واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب". فإن الظلم عاقبته وخيمة، ولا يصدر إلاَ من النفوس اللئيمة، وآثاره متعدية خطيرة في الدنيا والآخرة؛ وإذا تفشى الظلم في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات، وتقليل الخيرات، وانتشار الأمراض والأوجاع والآفات. بالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل يصلح الراعي والرعية، وبالعدل تسعد البشرية وتأمن الرعية. روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه".
والظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه اشد وعاقبته أضر إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم، لما للحكام من السطوة والأعوان، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء. وظلم ولاة الأمر يُجَرِّئ اتباعهم وأعوانهم على الظلم ويدفعهم إليه دفعا لما لهم من المكانة والحظوة واستقلال النفوذ. لقد انتبه بعض الناس لخطورة الظلم فخافوه وهابوه، لآثاره الظاهرة ومضاره الواضحة في الدنيا قبل الآخرة، من نزع البركات وقلب النعم نقمات، بمجرد إضمار السوء وإبطان المكر، قبل إعلانه والإفصاح عنه. آثار العدل من ولاة الأمر الإيجابية من بسط الأمن، والبركة في الأرزاق والأقوات والأوقات من ناحية، وآثاره السلبية من نزع للبركات، ومحق في الأقوات والثمرات والأوقات من ناحية أخرى، ظاهرة مشاهدة جلية.
بينما نجد اليوم بعض الحكام المسلمين ينالون من بعض إخوانهم المسلمين وإن بعض المسلمين حرموا من أوطانهم وأولادهم ولم يجدوا مأوى لهم إلا في ديار الغرباء. فكل المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله، ولا ينبغي للحكام ولا لغيرهم أن ينالوا من ذلك شيئا إلا بحق الإسلام. حصن مدينتك بالعدل، ونق طرقها من المظالم، حاكما كنت أو محكوماً، من الظلم، والغش، والتعدي على حقوق الآخرين؛ وأعلم أنه لن تزول قدماك يوم القيامة حتى يقتص منك، فإن دعتك قدرتك اليوم وسطوتك على ظلم الآخرين فتذكر قدرة الله عليك يوم القيامة، واعلم أن أخطر أنواع الظلم بعد الإشراك بالله ظلم العلماء والأولياء، فقد أعلن الله حربه على من عاداهم: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب".
إن الظلم من أقبح الخصال التي لا تصدر إلا من نفس متجبرة ومتكبرة ناسية عظمة الله وشدة عقابه، قال الله تعالى: "وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"،33- النحل. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة". فاعلم أيها الظالم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الله سبحانه وتعالى يقول للمظلوم: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
بعض أنـواع الظـلم:
ـ أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى: وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم"، 13- سورة لقمان، وإياه قصد بقوله: "ألا لعنة الله على الظالمين"، 18 سورة هود.
ـ ظلم بينه وبين الناس: وإياه قصد بقوله: "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، 40 - الشورى، وكذلك بقوله: "إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ"، 42 - الشورى.
ـ ظلم بين العبد وبين نفسه: وإياه قصد بقوله: "فمنهم ظالم لنفسه"، 32 - فاطر، وقوله على لسان نبيه موسى: "رب إني ظلمت نفسي"، 16 – القصص. وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه.
الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا، وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، فلا تظلم الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء. ومن كبائر الظلم أخذ مال اليتيم ـ المماطلة بحق الإنسان مع القدرة على الوفاء ـ ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر. ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء،
والآيات كثيرة في القرآن الكريم تبين ظلم العبد لنفسه، وأن هذا الظلم على نوعين: الشرك، وهو أعظم الظلم، والمعاصي، قال تعالى: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير"، 32 -فاطر، أما ظلم العبد لغيره بالعدوان على المال والنفس وغيرها، فهو المذكور في مثل قوله تعالى: "إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم"، 42 – الشورى، وقال تعالى: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"، 59 - الكهف، وقال سبحانه: "وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين"، 76 -الزخرف، وقال: "والله لا يحب الظالمين"، 57 - آل عمران، وقال: "ولا يظلم ربُك أحدًا"، 49 - الكهف، وقال: "وما ربك بظلام للعبيد"، 46 - فصلت، وقال: "ألا إن الظالمين في عذاب مقيم"، 45 - الشورى، وفي الحديث: "اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه". وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم" فأشكو ظلم خصومك إلى الله، يد الله فوق أيديهم، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. وقال بعض الحكماء: "اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء، فإن له قاتلاً لا يموت".
قال الله تعالى: "فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين"، 44 - الأعراف. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام". فإن الله ينصر الفئة العادلة وإن كانت غير مؤمنة، ولا ينصر الفئة الظالمة وإن كانت مؤمنة. وقيل: إن الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، 48- النساء، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا، وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب، فظلم العبد نفسه.
من أسـبـاب الظـلم:
( أ ) الشيطان: قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"، 208 - البقرة، وقال: "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون"، 19 - المجادلة.
(ب) النفس الأمارة بالسوء: قال تعالى: "إن النفس لأمارة بالسوء"، 53 - يوسف.
(جـ) الهوى: قال تعالى: "فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا"، 135 - النساء، وقال سبحانه: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"، 40-41 - النازعات، وقال جلَّ وعلا: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه"، 28 –الكهف.
أسباب تعين على ترك الظلم وتعالجه:
* ـ تذكر تنزه الله عزَّ وجلَّ عن الظلم: قال تعالى: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد"، 46 - فصلت، وقال سبحانه: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة"، 40 - النساء، وقال: "وما الله يريد ظلما للعالمين"، 108 - آل عمران. * ـ النظر في سوء عاقبة الظالمين: قال تعالى: "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا"، 71-72 - مريم، وقال سبحانه: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"، 117 - هود، وقال: "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون"، 47 - الأنعام.
*ـ عدم اليأس من رحمة الله: قال تعالى: "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، 87 – يوسف. *- استحضار مشهد فصل القضاء يوم القيامة، قال تعالى: "وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون"، 68-70 - الزمر.
*ـ الذكر والاستغفار: قال تعالى: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"، 135 - آل عمران. * ـ كف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها: فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى في إعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات، كما صح بذلك الخبر.
بعض آثار الظلم ومضاره:
الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا"، 35-36 - الكهف، وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال تعالى: "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين"، 45 - الأنعام، وقال تعالى عن فرعون: "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين"، 40 - القصص، وقال عن قوم لوط: "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد"، 82-83 - هود.
وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: "فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، 40 -العنكبوت، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا"، 27 - الفرقان.
والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: "وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين". فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.
قال أبو العتاهية:


أمــا والله إن الظلـم لــؤم - - - ومازال المسيء هو الظلوم



إلى ديـان يـوم الدين نمضي - - - وعند الله تجتمع الخصـوم



ستعلم في الحساب إذا التقينا - - - غـداً عند الإله من الملـوم


تحريم الظلم: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها"، 40 - النساء، وقال أيضاً: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد"، 46- فصلت.
احذروا الظلم، احذروا البلايا والرزايا، واجتنبوا الكوارث والمصائب، فإنه لا تحل عقوبة إلا بذنب، ولا يقع بلاء إلا بمعصية، وإن أنواع المصائب كثيرة، الظلم ظلمات يوم القيامة. أنواع الظلم المختلفة، ظلم يقع على المستخدمين من العمال والخدم وغيرهم، فلا يعطون أجورهم، ولا يوفون حقوقهم، وهذا يتسلط بالنظام والكفالة، وذاك يعتدي بالقوة والجبروت في إساءة للمعاملة واعتداء بالظلم وغير ذلك من صور كثيرة تعرفونها وتجدون آثارها في الشكاوى والقضايا والمظالم التي تملأ أروقة الجهات الرسمية والقضائية. امرأة تشكو زوجها، ومكفول يشكو كفيله، وضعيف يشكو القوي الذي اعتدى على حقه، وجار يشكو من بغي جاره. والظلم أنوع: ظلم العبد لنفسه، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه :"إن الشرك لظلم عظيم"، 13- لقمان، ثم يليه ارتكاب المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر، فكل ذلك من ظلم العبد لنفسه بإيرادها موارد العذاب والهلكة في الدنيا والآخرة، قال سبحانه : "ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه"، 231- البقرة. وأما النوع الآخر من أنواع الظلم: فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا).
لماذا يظلم الناس؟: وجود القدرة والقوة مع استضعاف الطرف المقابل. الأمن من العقوبة، لو علم أنه سيجد المظلوم من ينصره وسيقام على الظالم ما يردعه فإن الأمر سيكون على غير ذلك، "من أمن العقوبة أساء الأدب" وهذا الذي تطال به الأيدي في كل جانب من الجوانب. نسيان العقوبة الأخروية، نسيان أن بعد الدنيا آخرة.
ما هي صفة الظلم؟ وماذا سيلحق بك إن كنت ظالما ولو بشيء قليل أو يسير؟ أول شيء أن الظلم تعدٍ على حدود الله عز وجل "وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، 229 – البقرة. والظلم صفة الكافرين، "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، 254 – البقرة. والظلم سمة الجاحدين، "وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَ الظَّالِمُونَ"، 49 – العنكبوت. فالله يبين لنا صورة الظالمين وما يحل بهم من كرب وهوان عند سكرات الموت: "وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ"، 93 – الأنعام. وانظر كذلك إلى حرمان الفلاح، "إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"، 21 – الأنعام. وانظر كذلك إلى حرمان النعم فإن من أعظم أسبابها وقوع الظلم والله يقول: "فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ"، 160- النساء. إن الظلم عاقبته منتهية وحبله قصير، هل رأيتم أظلم من فرعون وأطغى منه؟ أين حاله وكيف انتهى مصيره؟ وهكذا غيره وغيره. "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، 45 – الأنعام.
ومن ذلك استحقاق العقوبة العاجلة "أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ"، 165 - الأعراف. ففي قصة نوح "وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ"، 37 – هود. سيحيق بهم العذاب، سيحل بهم البلاء "فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ"، 51 – الزمر. اقتطاع حق المظلوم من الظالم كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "حتى تقاد الشاة الجماء من الشاة القرناء" (4) الشاة التي ليس لها قرون يؤخذ لها حقها من الشاة ذات القرون التي نطحتها وظلمتها، فكيف بنا معاشر بني آدم.
واستمع إلى التهديد والوعيد العظيم، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء"، 42 – إبراهيم. "وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، 47 – الزمر. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كانت له عند أخيه مظلمة فليتحلل منه قبل أن لا يكون تحلل، وإنما يؤخذ من حسناته فإذا فنيت أخذ من سيئاته فطرحت عليه". "َالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، 135 - آل عمران. "وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، 25 – الأنفال. كثيرة هي البلايا التي حلت بنا بسبب الظلم والسكوت عن هذا الظلم وعدم نصرة المظلوم "فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ"، 116 – هود.
وعندما تحدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل يا رسول الله عرفنا نصرته مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تردعه عن ظلمه فتلك نصرته). فنحن جميعا بقدر أو بآخر، قد نمارس شيئا من الظلم على غيرنا، أو من نتسلط عليه ونقدر على ظلمه. "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً"، 64 – النساء. ارجع أيها الظالم إلى ربك واستغفر لذنبك، واندم على عدوانك علّ الله عز وجل أن يمحو ذنبك، وانتبه إلى النداء الذي يعم كل أحد ويخصك أيها الظالم، "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، 227 – الشعراء. وتأملوا قوله جل وعلا "وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ"، 45 – إبراهيم. كل الذي نراه في دنيانا يظهر لنا آثار من ظلموا من قبلنا "فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا"، 52 – النمل.
والأكثر فيما تترتب عليه العقوبة الدنيوية قبل الأخروية، "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ"، 113 – هود. وهذه دوائر كثيرة ينبغي أن ننتبه لها ونحذر منها "فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ"، 116 – هود. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في وصيته: "واتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب".


تنام عيناك والمظلوم منتبه - - - يدعو عليك وعين الله لم تنم

سهام الليل لا تخطئ، تفتح لها أبواب السماء، والله ينتصر لها ولو بعد حين، فاحذر كما قال الله جل وعلا: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"، 102 – هود. وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
وإن أعظم التقوى عدم ظلمهم الناس والاعتداء عليهم، ومن هنا نرى ذلك كما قال الله عز وجل: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا"، 114 – البقرة. وهذه صور لبعض من يمنعون الخير ويظلمون الناس ويعتدون ويتسلطون على رقاب الخلق والرعية، "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ"، 140 – البقرة. وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"، 41 – الروم. والظلم من أعظم ما يقع به البلاء وتحل به الرزايا.
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى، أي ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. {ألا لعنة الله على الظالمين} (سورة هود:18). وإياه قصد بقوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (سورة الشورى:40) ، وبقوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42) .
النوع الثاني: ظلم بين العبد وبين نفسه، اي ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33]. فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)،
النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه.
الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم ظلم، وكتمان الشهادة وطمس الحقائق والغيبة والنميمة ظلم، ومس الكرامة وخداع الغافل والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم. فيا أيها الظالم لغيره: اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب". فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:


لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً - - - فالظلم آخره يأتيك بالندم



نامت عيونك والمظلوم منتبه - - - يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء"، 42، 43- إبراهيم. وقوله سبحانه: "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى"، 36 – القيامة. وقوله تعالى: "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"، 44،45 – القلم. وقوله: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"، -102 - هود. وقوله تعالى: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، 227 - الشعراء.
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء". والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم،
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" وكذلك: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". ولكن تقبل التوبة بشروط: الإقلاع عن الذنب، الندم على ما فات، العزم على أن لا يعود، إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
وفي الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»
يقول العزيز الحكيم: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فاهدوهم إلى صراط الجحيم".
"وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردّ من سبيل".
ومن ذلك قوله تعالى: "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"، 18 - غافر.
وقوله تعالى: "وما للظالمين من نصير"، 71 - الحج.
"وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون".
"وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين".
"إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه".
إياكم والظلم: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، وإن الظلم في الدنيا، هو الظلمات في الآخرة وإنما خاف القصاص من كفّ عن ظلم العباد، وفي حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري".
ولأجل ذلك جعل الله تعالى مصير الظالمين في الدرك الأسفل من نار جهنم، في قوله تعالى: "وإن جهنم لموعدهم أجمعين، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزء مقسوم"، فإن الله جعلها سبع درجات؛ أعلاها الجحيم، والثانية: لظى نزاعة للشوى، والثالثة: سقر لا تبقى ولا تذر، والرابعة: الحطمة، ومنها يثور شرر كالقصر، والخامسة: الهاوية، والسادسة: السعير، والسابعة: جهنم وفيها الفلق وهو جبّ فـي جهنم إذا فـتح أسعر النار سعيراً، وهو أشد النار عذاباً. فجهنم في الدرك الأسفل ومن يقيم فيها لابد وأن يمكث ولو قليلاً في الدركات الست العلى قبل وصوله إلى مستقره، فيكون من نال عقاب هذه الدرجة أكثر عذاباً من غيره، وعقاب الأعمال كثوابها مستويات، والجزاء على قدر العمل، لأن الله لا يظلم عباده حتى في عقابه، ومن استحق الحطمة جزاء ما ارتكب من أعمال في دار الدنيا، سينال الدرك المخصص له.
ولكن من هم الظلمة؟: و"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، فاعتبروا يا أولي الألباب بأولئك المتقدمين منكم، وبالأفعال التي أدت إلى هلاكهم وهلاك من شاركهم بجزء من أفعالهم أو داهنهم، "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين".
الكافر العادل والمسلم الظالم: ولا فرق في أن يكون الحاكم كافراً أو مسلماً وربما يتحقق التدقيق والمحاسبة مع الحاكم المسلم أكثر من غيره باعتباره الأعرف بأمور الحق والعدالة ويمثل منهج السماء، ومن الإجحاف أن نساوي بين من يعرف وبين من لا يعرف، فقد جاء في الحديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عصاني من خلقي من يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني". فالحاكم في الدولة الإسلامية إذا ظلم يكون قد ظلم ظلمين وفعل قبيحين في وقت واحد: الأول بلحاظ أنه ظلم والظلم حرام والثاني بلحاظ ما يمثله من واجهة للإسلام وقوانينه وما ينعكس عليهما من فعله في الخير.
الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم إذ أن الظلم قهر وقسر والقهر لا يدوم، "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون". وجزاء الظلم والظالمين عسير وعقابهم النار في الآخرة وأما الدنيا فالتاريخ تحدّث عن مصير العديد منهم وتحدثت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة عن ذلك ولكن أين موقع المتعاونين مع الظلمة، وشركائهم في أفعالهم أو الراضين بأعمالهم؟
أعوان الظلمة: إن الله سبحانه سوف يأخذ الظالمين بظلمهم ولا يفرق في عقابه بين سيد وعبد أو قائد وأتباع أو بين رئيس ومرؤوس بل يأخذهم جميعاً، "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين"، فرعون على جبروته وجنوده استحقوا العذاب لأن العامل بالظلم والمعين عليه، والراضي به، شركاء ثلاثة. والشركاء ينالهم العقاب بالتساوي، وإذا اعترضوا على الحكم لأنهم كانوا أتباعاً لا متبوعين يخاطبهم العزيز الجبار فيقول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا إداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون) (30).
وهذا قد يكون من الواضحات لأن الظالم بمفرده لا يقوى على قهر الناس وظلمهم والتعدي على حقوقهم ما لم يستقوِ بأناس يمهدون له ذلك ويعينوه على العدوان. لولا من يعين الظالم، ما تجرأ الظالم على الظلم. ولولا الراضون بالظلم، المشجعون له بالعمل واللسان والقلب ونحوها لما تمكن أي ظالم من الظلم، فبقاء الظلم واستمراره وانتشاره مبني على الأعوان وحتى الراضين والساكتين أحياناً، ومن هنا أفتى العلماء بحرمة الإعانة على الظلم والإثم والعدوان. ويجب أن لا يتصور البعض أن الإعانة على الظلم تتحقق بالمساهمات الكبيرة، وإنما حتى ولو بشطر كلمة أي بحرف واحد فقط.
إن الظلم سلوك عام خاطىء ومنحرف يعكس الصورة الواقعية النفسية والأخلاقية للعاملين به، والظالم ليس له لباس معين، أو لون مشخص، وليس له علاقة أيضاً بالكفر أو الإسلام، وبالتدين أو الفسق، فرب فاسق يحمل واقعاً مختلفاً عن ظاهره؛ واقعاً يتوسم منه الخير والمحبة والعطف لشعبه. ورب مؤمن ليس له هم إلاّ أن يسوم أمته ألوان العذاب. والعاقل من جنّب نفسه وأهله وأصدقاءه مضار الظلم وآفاته في الدنيا والآخرة، فالرجال مخابر وليست مظاهر.
ولكن ما يفعله الظالمون من ظلم وتجبر يجعلهم قساة القلوب لا يرحموا، فيزيد ظلمهم ويزيد خطأهم حتى يعودوا ويكون صفة ملازمه لهم، يعرفون بها ويبدأ المجتمع ينفرهم ويرفضهم ومن تقرب منهم يكون فقط لمصلحة ما، وتدريجيا الظالم يشعر بذلك ويبدأ في الوحدة والشعور بها، ولكن قسوة قلبه لا تجعله يتراجع عما هو فيه الظلم نوع من السيطرة مع قسوة القلب، يكون هدف الظالم الأساسي فرض نفسه وكلمته على الجميع مع حياد عن الحق والصدق، فالظالم كاذب غير رحيم، الظالم قاسي القلب لا يعرف العدل أو الحب وضعيف الإيمان برب العالمين. إن كنت ظالم فالله رحيم غفور بالعباد، عد إلى رشدك فلا ينفعك غير فعلك العظيم، أتعرف أن نصرت مظلوم أنت ظلمته ما جزائك.
استهزاءك بمن حولك وتحقيرك لفقير ظلم، عدم مبالاتك بمحتاج وعدم مراعاتك لموظفيك وظروفهم الخاصة ظلم، أعطاء العامل عمل فوق طاقته وزيادة عن مقدار أجره ظلم، التمنن واتهام الغير بما ليس به أقسى ظلم.
أنظر لمستقبلك ولمن هم حولك فالظلم يعود عليهم بظلم في الدنيا. لا أعرف كيف يظلم الظالم عن قصد ولكن أنا متأكد أن هناك من يظلم بغير قصد، أن يحيد عن الحق دون علمه وأكيد هذا الظالم ان عرف خطأه يصححه. والله يمهل ولا يهمل.
ولكن "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"، (البقرة -222). ففتح الله لنا باب التوبة أذا زلت بنا الأقدام، وأحاطت بنا الآثام، وجعل الله هذا الباب مفتوحاً للتائبين توبة نصوحا، فتتساقط عنهم الخطايا والذنوب. "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً"، (الفرقان-70)، "ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم"، (آل عمران -155). فصفة المغفرة قائمة على العفو، وصفة العفو متوقفة على القدرة، حيث قال تعالى: "فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً"، (النساء – 99) . من هنا كان قبول التوبة أملاً يراود قلب وعقل الإنسان ليحيى وقلبه عامر بالطمأنينة والحب والسلام، ونفسه يملؤها الأمل والرجاء من رب الود والحب والرحمة، "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود"، (هود – 90). وكذلك "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" (التحريم – 8). فالتائب حبيب الله، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له. فدأب القرآن على رفع صوته في أوساط العاصين، وإعلان عفوه في جموع المنحرفين، بفتح باب التوبة والعفو من الله فخاطبهم: "وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"، (النور– 31).
أسأل أن يجنبنا الظلم، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف، في الشدة والرخاء، والرضا والغضب، وأن يصلح الرعاة والرعية، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم، وأن يقيهم شر أنفسهم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الجنان
.
.
وردة الجنان


الجنسية : اليمن
الهــواية : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Painti10
المــزاج : I,m cool
المــهنه : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Studen10
العمر : 26
تاريخ الميلاد : 02/05/1998
المشاركات المشاركات : 1532
النشاط : 7233
وسام : 18
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
وسام : 14

الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة   الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Emptyالأربعاء 19 مايو 2010 - 9:05

مشكوووووووووووووووووور على الموضوع المميز
الله يعطيك العافية
ننتظر منك المزيد من المواضيع الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هائل الحاتمي
مراقب عام
هائل الحاتمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Readin10
المــزاج : رايق
المــهنه : الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Seller10
العمر : 53
تاريخ الميلاد : 15/01/1971
المشاركات المشاركات : 10437
النشاط : 17451
وسام : 82
تاريخ التسجيل : 17/09/2008
. : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس
وسام : 21

الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة   الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة Emptyالثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 11:36

السيد الغالي ابو صقر السالمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه
اخي العزيز اتمنى لك دوام الصحة والعافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الظلم: حوار بين الظالم والمظلوم عند أسوار الكعبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجنان جبل حبشي  :: المنتديات العامة :: قسم النقاش والحوار-
انتقل الى: