منتديات الجنان جبل حبشي
التواصل في عصر التقنية .. 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التواصل في عصر التقنية .. 829894
ادارة المنتدي التواصل في عصر التقنية .. 103798
منتديات الجنان جبل حبشي
التواصل في عصر التقنية .. 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التواصل في عصر التقنية .. 829894
ادارة المنتدي التواصل في عصر التقنية .. 103798
منتديات الجنان جبل حبشي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
:الأســـــم
:كلمة السـر
تذكرنــي؟
الرئيسية البوابة التعليمات البحث التسجيل
المواضيع الأخيرة»اللهم امين»الخميس 21 نوفمبر 2013 - 14:58 من طرف »الصاحب اللي له في ضميري محبه»الخميس 21 نوفمبر 2013 - 14:54 من طرف »صور من ماليزيا..الصور رووووووووووووووعه»الإثنين 24 يونيو 2013 - 1:05 من طرف »Icon21 @@@ حروفَ متشـآبكةَ 9 @@@»الإثنين 3 ديسمبر 2012 - 9:12 من طرف »شخصية الانسان الخجول وكيفية التعامل معه»الخميس 1 نوفمبر 2012 - 12:47 من طرف »كيف تجبر الناس على احترامك؟»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:07 من طرف »قد يرى الناس الجرح في راسك ولكنهم لايشعرون بالالم الذي تعانيه»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:06 من طرف »عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:02 من طرف »هكذا هم أغلب الناس دوماً ..»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:01 من طرف »كن سبباً لإدخال السرور في قلوب الناس حولك»الإثنين 20 أغسطس 2012 - 6:01 من طرف

 

 التواصل في عصر التقنية ..

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هائل الحاتمي
مراقب عام
هائل الحاتمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Readin10
المــزاج : رايق
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Seller10
العمر : 53
تاريخ الميلاد : 15/01/1971
المشاركات المشاركات : 10437
النشاط : 17463
وسام : 82
تاريخ التسجيل : 17/09/2008
. : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس
وسام : 21

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالسبت 15 مايو 2010 - 8:13

التواصل في عصر التقنية
أصبح التواصل في قريتنا العالمية الصغيرة سهلا وميسرا للجميع
فوسائل الاتصالات الحديثة قربت البعيد صوتا وصورة
فكيف تتعامل مع هذه التقنية في تواصلك مع الآخرين ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الجنان
.
.
وردة الجنان


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Painti10
المــزاج : I,m cool
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Studen10
العمر : 26
تاريخ الميلاد : 02/05/1998
المشاركات المشاركات : 1532
النشاط : 7245
وسام : 18
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
وسام : 14

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالأربعاء 19 مايو 2010 - 9:00

مشكوووووووووووووووووور على الموضوع المميز
الله يعطيك العافية
ننتظر منك المزيد من المواضيع الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هائل الحاتمي
مراقب عام
هائل الحاتمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Readin10
المــزاج : رايق
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Seller10
العمر : 53
تاريخ الميلاد : 15/01/1971
المشاركات المشاركات : 10437
النشاط : 17463
وسام : 82
تاريخ التسجيل : 17/09/2008
. : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس
وسام : 21

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالجمعة 18 يونيو 2010 - 5:20

شكرا على مرورك العطر
بارك الله فيك
وردة الجنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almayali
عضو مشارك
عضو مشارك
almayali


الجنسية : العراق
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Huntin10
المــزاج : رايق
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Collec10
العمر : 55
تاريخ الميلاد : 24/05/1968
المشاركات المشاركات : 22
النشاط : 5480
وسام : 1
تاريخ التسجيل : 13/06/2009

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالسبت 3 يوليو 2010 - 3:47

شكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هائل الحاتمي
مراقب عام
هائل الحاتمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Readin10
المــزاج : رايق
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Seller10
العمر : 53
تاريخ الميلاد : 15/01/1971
المشاركات المشاركات : 10437
النشاط : 17463
وسام : 82
تاريخ التسجيل : 17/09/2008
. : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس
وسام : 21

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالسبت 3 يوليو 2010 - 5:58

شكرا على مرورك العطر
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو صقر السالمي
.
.
ابو صقر السالمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Writin10
المــزاج : منشغل البال
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Collec10
العمر : 40
تاريخ الميلاد : 18/09/1983
المشاركات المشاركات : 2208
النشاط : 9527
وسام : 7
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
. : مافي احدمرتاح
وسام : 16

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالسبت 3 يوليو 2010 - 7:14

وكما لم يسلم من نقده هؤلاء اللذين يعتبرون التقنية مضادة للميتافيزيقا لأنه يعتبرها ميتافيزيقا مكتملة، مكّنت من تحقيق حلم الميتافيزيقا الأزلي لما جعلت المعرفة ملتحمة بأشياء تلمسها وتعيها الذات العارفة. لذا فالرأي الشائع بأن التقنية لا علاقة لها بالميتافيزيقا، لا يجد مكانا للاعتراف به في فلسفة هيدجر. فهي الميتافيزيقا بعينها.
يعود بنا هيدجر محذرا بأن التقنية لا تتمثل في ما تمنحه بصفة ظاهرة: أشياء ووسائل وأدوات ومركبات تقنية وتحديث قوى الإنتاج أو سيرورتها:<< إن جوهر التقنية ليس إنسانيا. فجوهر التقنية لا يمت قبل كل شيىْ بأي صلة للتقنية >>[9].
تبدو هذه الأطروحة جد مفارقة ومختلفة عن جميع التصورات المعروضة حول التقنية، لأن المشروع الذي يوجد في صلب التقنية ليس منجزا إنسانيا ولكنه ميتافيزيقا تلف جميع مجالات الواقع ولا تقتصر فقط على الآلات.
لقد أرست الميتافيزيقا أسس التقنية حينما جعلت معيار الحقيقة ـ منذ الفلسفة الإغريقيةـ مطابقة الفكر للواقع، مما مهد لأن تحتكر العلوم الوضعية الحقيقة لوحدها، وبدأ ذلك يتضح رويدا رويدا منذ الثورة العلمية التي أحدثها العالم الفلكي جاليليو(1642-1564) الذي دمر الرؤية الكنسية للعالم وغير من نظرة الإنسان الميثولوجية والغيبية للكون، لتقوم على الملاحظة الفيزيائية والدقة الموضوعية. وتأكّد ذلك في عصر النهضة الذي حدد فيه ديكارت هدف العقل في << أن نصير سادة الطبيعة>> لا عبيدها، وعلى النحو الذي يسمح بتسخيرها و''استعبادها" كما يذهب إلى ذلك الفيلسوف دان سكوت. ومن ثم تسنى للعلم أن يلعب دوره الهام بوصفه أداة تساعد في السيطرة عليها كما قال فرنسيس بيكون.
لقد أوقدت هذه الرغبة المستعرة للإنسان سبيلا إلى البحث المستمر على حقائق الكون وفهم ظواهره بشكل علمي، وبمقدار ما تتطور السمتان الأساسيتان للفعل البشري: ''المعرفة و''المصلحة'' (Connaissance et Intérêt)، تتدخل الإرادة الإنسانية لتطويع النظرية العلمية في تعديل الأشياء وتغيير الواقع، بل قل أنها أصبحت اليوم قادرة على تغيير الطبيعة البشرية كالمزج بين الجينات والقدرة على الاستنساخ البيولوجي وتعطيل الشيخوخة أو اختيار طبيعة النسل: ذكرا أو أنثى، إذ بلغت التقنية شأوا غدت بموجبه"إرادة الإرادة".
ولكي نتبين قصد هيدجر من ذلك، يمكن الاستدلال بأن الإرادة الأولى هي التي تحدد الإطار الذي يتم من خلاله توظيف الإرادة الإنسانية، بمعنى أن الجوهر الميتافيزيقي للتقنية يفسره شعور البشر بأن إرادتهم تتجاوزها أشياء من صنع أيديهم حيث أصبح الإنسان مكبَّلا في كل مكان بقيود التقنية.
يتجلى ذلك في نموها البالغ السرعة وبصورة رجائحية ومفاجئة أغلب الأحيان، ولا أبلغ من ذلك، أننا أصبحنا مدينين للكهرباء وآلات الطبخ والغسيل ومكيفات الهواء لا نستطيع منها فكاكا. منه ما يقوله هربرت ماركوزه في كتابه الإنسان ذو البعد الواحد: إن<< الناس يتعرفون على أنفسهم في سلعتهم، يجدون أرواحهم في سيارتهم، في أجهزة الهاي-فاي العائدة لهم، في بيوتهم المسواة، وفي تجهيزات مطابخهم>>. فقيمهم متسقة مع علاقات التسويق والاستهلاك، لا تستطيع عنها بديلا أو تبديلا.
لقد أدى تقدم تقنياتنا المذهل والطواعية والدقة اللتان توصلت إليهما، بالإضافة إلى العادات والأفكار التي أوجدتها وقوع تغييرات عميقة في حياة الإنسان، إذ يستحيل اليوم أن نرى إلى المادة والمكان والزمان كما كان يحدث في الماضي.
لقد انفلت العالم إلى أشكال ممزقة من المعاني التي تتكلم أصواتا متعددة تتفق مع تبايناتها التي أفقدتها الكثير من تناغمها وعمقها، مما أدى إلى فقدان قابليتها لتنظيم حياة الناس وإعطائها معنى.
ولعل كتاب نيتشه وراء الخير والشر (1882)، يصور بدقة عالما معاصرا يحبل كل شيىْ فيه بنقيضه:<< في لحظات الانعطاف التاريخية هذه تتجلى متجاورة ومتداخلة ببعضها غالبا حركات نمو وصراع رائعة متعددة الوجوه أشبه بالغابة، نوع من الإيقاع الاستوائي في عملية التطور مع حركة هائلة للتدمير والتدمير الذاتي بفضل الأنانيات المتعارضة تعارضا عنيفا والمتفجرة والمتصارعة فيما بينها من أجل الشمس والنور، غير قادرة على الاهتداء إلى أية حدود أو قيود وأي احترام أو اعتبار في إطار الأخلاق الموجودة تحت تصرفها... لاشيىْ غير" الأسئلة" الجديدة والصيغ الجماعية لم تعد موجودة، هناك "لاء" جديدة تستند إلى سوء التفاهم وانعدام الاحترام وثمة انحطاط وشر مستطير مع أسمى الرغبات المجتمعة مع بعضها بشكل مخيف، ثمة عبقرية الجنس تفيض فوق أطر الخير والشر وتزامن مصيري بين الربيع والخريف... مرة أخرى هناك خطر، وهو أم الأخلاق - خطر هائل-. لكنه الآن موضوع خطر على الفرد، على الأقرب والأغر، على الشارع، على الابن بالذات، على القلب بالذات، على أعمق الملاذات السرية للتمني والإرادة>>. وهذا ما يفسر الصرخة المدوية التي أطلقها نيتشه وما زالت تصدح في الآفاق:<< احذروا من التقدم التكنولوجي الذي لا غاية له إلا ذاته، احذروا من حركته الجهنمية التي لا تتوقف عند حد، سوف يولد في المستقبل أفرادا طيعين، خانعين، مستعبدين، يعيشون كالآلات، احذروا من هذه الدورة الطاحنة للمال ورأس المال والانتاج الذي يستهلك نفسه بنفسه، احذروا من عصر العدمية الذي سيجيئ لا محالة. إذ لا يكفي أن تسقطوا الآلهة القديمة لكي تُحِلُّوا محلها أصناما جديدة، لا يكفي أن تنهار الأديان التقليدية لكي تحل محلها الأديان العلمية، فالتقدم ليس غاية بحد ذاته>>.
يتم ذلك وفق ما نعت به عالم الاجتماع الألماني ماكس فـيبر(1920-1864) تقنية هذا العصر في الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية بالـ" قفص الحديدي"، إذ أن نظامها التقني والبيروقراطي:<< يُجدد حياة كل الأفراد الذين ولدوا داخل هذه الآلية بقوة لا تقاوم>> وببأس شديد. فالبنسبة لفيـبر مثلا، ليس معاصروه إلاّ:<< اختصاصيين بلا أرواح، شهوانيين بلا قلوب. وبهذه اللاّشيئية وهذا الانعدام، نجدهم غارقين في الوهم القائم أنهما حققا مستوى من التطور لم يسبق للبشرية أن حققت مثله>>. إن جميع الناس فيه إنما تمت صياغتهم وفقا لشباكه وقضبانه، فنحن كائنات بلا أرواح وبلا قلوب وبلا هويات جنسية أو شخصية.
إن الإنسان الذي تمنى يوما ما أن تجعل منه التقنية سيدا صار به الحال عبدا للأدوات التي أنتجها، مما ساعد في عدم شعوره بالأمان وازدياد مظاهر القلق والاكتئاب إلى حد بلغت فيه روحه كما سمي سارتر روايته الشهيرة: الغثيانnausée'' ''La ، وأصبح في الوقت نفسه أسرى صدمات وتشنجات عنيفة بالمقدار نفسه الذي يحس بأنه مشحون بقوة حيوية تضخم كينونته كلها.
يلغي هذا الفهم عند هيدجر حياد التقنية وهو رأي متداول وشائع بعد أن ساد الاعتقاد بأنها في حد ذاتها ليست خير أو شر كله، بل يتوقف الأمر على كيفية استخدامنا لها، والمثال الذي يجري تقديمه كل مرة و بكل أريحية، هو الطاقة الذرية التي يمكن أن تستخدم لغرض سلمي أو غرض مدمر.
يعارض هيدجر هذا المفهوم الماركسي أشد الاعتراض، ويرى أنه في اللحظة التي تنطلي علينا حيلة أن التقنية محايدة نضل سواء السبيل ونقع في المحظور ونوقع صك نهايتنا وبأسوأ الأشكال. ويفسر ذلك بأن الأزمة لا تنبع من وظائف ما يصدره الإنسان بعد اكتمال المنجز التقني، لكنها تبدأ أصلا من أسسه حتى قبل الشروع في إنجازه. فالتقنية نوع من اللعبة الخبيثة التي تجيد إطباق فخاخها على الإنسان، لأنها تنطوي على مفارقة كامنة في صلبها، فيكون المتحقّق منها دائما عكس المرجو، وبطريقة مفاجئة أغلب الأحيان.
وإذا كانت التقنية واختراعاتها تفتتنا بسحرها ما دام عالمها غرائبيا، فهي أيضا عالم شيطاني مرعب، عالم يخرج من دائرة التحكم، عالم يهدد ويهدم بشكل أعمى وهو يتحرك كاسحا كل ما حوله. ولا أدلّ على ذلك إذا أردنا أن نستخدم مجازا يقارب ما يذهب إليه هيدجر، شخصية فرانكشتينFrankenstein)) لماري شيلي Marry Shelle. فهاته الشخصية الغريبة تمثل في مسعاها البشري سعي الإنسان اللامحدود لتوسيع الطاقة والقدرة الإنسانية عن طريق العلم والتقنية. لكن صنيعهما ينقلب إلى وحش ضاري تنفجر في وجهه بصورة لا عقلانية وغير منتظرة وبنتائج كارثية.
فإذا كانت الميتافيزيقا دشنت مشروع فهم أصل العالم والمجرّدات، فلقد انطلقت التقنية شيئا فشيئا لتصبح ''ميتافيزيقا مكتملة'' في العالم المعاصر، تقارب حلم الفلسفة الأول في فهم العالم، وخير دليل على ذلك مظاهرها التالية: تطور لانهائي، خلق وتجديد أزليين يطبعها في جميع ميادين الحياة، فهي الآن ثورة مستمرة...
فهي مشحونة بأكثر أشكال الفرح غبطة وحبورا كمصل البنسلين وبأحلك ألوان المرارة سوادا كمرض جنون البقر والالتهاب الرئوي اللانمطي، إنها فرانكشتين جديدة، بل أصبحت أيضا قادرة على التدمير و جعل الحروب مربحة. إنها بمثابة دوران حلزوني يدور على نفسه إلى ما لانهاية، يحاول تجريب جميع البناءات والتركيبات الممكنة التي يحبل بها.
أليس الأمر كما رصده أدورنو في كتابه الكبير Dialectique négative:<< ليس هناك من تاريخ كوني يفضي من العبودية إلى نزعة محبة للإنسانية، وإنما هنالك تاريخ يفضي من المقلاع إلى القنبلة التي تعادل قوتها قوة مليون طن من ال ت.ن.ت... فهو التاريخ الواحد الوحيد الذي لا يزال يتكررّ إلى هذا اليوم مع- وقفة بين لحظة وأخرى لالتقاط الأنفاس- وغايته أن يكون ألما مطلقا>>. (320:1937)
يبدو الإنسان في هذا العصر<< بدون سلطة على مصير الوجود وبالتالي لا يجب عليه[حسب هيدجرِ] أن يشرع في أي نشاط أو تمرد، وإلا سقط في فخ الفكرٍِ[ الأداتي] الحاسب والتقانية، فلا يوجد فعل إنساني يمكنه أن يغير جوهر التقنية>>.
يتصور هيدجر الإنسان قذف في الوجود، وهو وصف أكثر وضوحا لانعزالية الفرد، فالإنسان ليس فقط غير قادر على إقامة علاقات مع الأشياء أو الأشخاص خارج ذاته، بل أصبح من المستحيل نظريا إنشاء تحديد نظري لأصل الوجود الإنساني وأهدافه، ومن ثم أصبح الإنسان كائنا غير تاريخي. لكن هابرماس يرفض أن يكون الأفق مسدودا والمستقبل مظلما، ويتهم فكر هيدجر بالاستسلامية والقدرية. ويؤكد بأن لدى أفراد هذا العصر القدرة على فهم هذا العصر من جهة، وعلى تغييره بعد فهمه من جهة ثانية.
فإذا كان هابرماس يدين لهيدجر رائد الفينومينولوجيا التأويلية بالقدرة على استكناه العالم المعاصر واستشراف قضاياه، فإنه يأمل عبر تأسيسه لتأويلية نقدية Herméneutique critique تجاوز هيدجر لفهم العالم ونقد رؤيته للكون بغية تحرير الإنسان. ولا غرابة من أن يعتبر هابرماس مع ذلك)[1971]، 1974) كتاب هيدجر الكينونة والزمان[10] << أهم حدث فلسفي منذ ظاهريات العقل لهيغل>> لاسيما الفصل السادس الذي يتمحور على الخطاب، حيث يحقق هيدجر قفزة نوعية في تجاوز فلسفة الوعي عبر إطار اللغة، وهو بمثابة موت معلن للديكارتية.
يعمد هيدجر على تخليص الفكر من نزعته المتعالية وتقديم مقاربة تاريخانية تتجاوز فلسفة الوعي الذاتي، وإن قامت على تأويلية وجوديةHerméneutique existentiale . فالمهم عند هابرماس يتجلى مقياس القيمة الفلسفية للفكر في بعده البرهاني اللغوي، وهيدجر اقترب من ذلك بكثير. لكن ذلك لم يمر من دون نقد شديد وصارم له، لاسيما نظرته النخبوية للحقيقة، أو ما يسميه صيرورة الحقيقة devenir de la vérité التي يدعي أنه يلامسها وعلى مقربة منها، من دون أن يعرض الحجة على ذلك، بل يرفض ضرورة التحقق من صلاحية قضاياه الفلسفية، لأنهل لا تقوم على'' قوة''عقلانية تمكنه من حمل مخاطبه على الاعتقاد بها بعد البرهنة عليها.
لذلك فإذا تملك الإنسان الرؤية العقلانية النقدية فهو مستعد لأن ينقلب على نفسه ويسائل وينفي أو يحاور كل ما قيل أو سبق أن آمن به، ويحولها إلى سلسلة من الأسئلة الجريئة ومن الأصوات المتناغمة والمتضاربة، تتعايش فيه رؤى الآخرين المنطقية. ولأن يستطيل ويتمدد أفقه إلى أبعد حدود طاقته لتصبح حقائقه مبنية على صحيح البرهان والمحاججة.
إن التواصل العقلاني والاحتكام إلى المحاججة والبرهان من صنائع العقل ومميزاته اللذان يفضحان الأوهام المزيفة وكل أصناف الخداع المستشري في الإشهار السياسي والاقتصادي والتقني، ويستطيعان تعرية الذات من نرجسيتها وأنانيتها وأوهامها: إنهما يكشفان أصول الرغائب والدوافع غير القابلة للإشباع.
إن صوت العقل مؤمن بقدرته على اختراق الأقنعة وتجاوز المطبات، فحتى أعمق الجروح وأقساها لا تستطيع إيقاف تدفق طاقة البرهان الخلاقة وفيضانه الخصب. إن تبادل الحجج واللجاج المصاحب لها منع لكل دوغمائية واتكالية. فالبرهان الخطابي عند هابرماس صوت متعدد الأصوات، حواري وجدلي يدين الحياة الحديثة وتقنياتها لما تجانب الصواب باسم مشروع الحداثة نفسها، آملا أن يعلو شأن العقل في كل ميادين الحياة وأن تشفى الجروح التي تمزق رجال حداثة اليوم ونسائه.
يريد هابرماس البحث عن حل عقلاني للتقنية التي أطبقت على العالم المعيش واستفردت به من جميع الجهات، فهو يقر بأننا نعيش عصر الرأسمالية المتقدمة القائمة على التقنية، بل إن شرعيتها أصبحت مستمدة منها. فلا سبيل إذن للهروب منها إلى جداريات الماضي وأطلاله، ولا مناص أيضا بالاعتراف أن التقنية تعمل بشكل مختلف عن الأيديولوجيات التقليدية لتبرير شرعيتها، وما يميز التقنية عن الأيديولوجيا أنها استطاعت أن تخلق مصالح مرتبطة بوجودها بين جميع الطبقات والشرائح المختلفة، بل اخترقت حدود الجغرافيا والأمم، جميع حدود الطبقات والدول وحدود الأديان والمعتقدات والأيديولوجيات.
نتبين ذلك جيدا عندما يعود هابرماس إلى ماركس الذي كان أول هلل للعلم ورفع شعار التقدم والتمايز الذي ظهر بين المجالات، بحيث صرنا قاب قوسين أو أدنى من تسخير الطبيعة والتحكم بها بفضل العلم. الأمر الذي مهد من انتقال آليات التحكم بالطبيعة إلى مجال الحياة الاجتماعية ذاتها. فصرنا نحاول تنظيم حياتنا بغاية الفعالية والنجاعة والتنظيم الحسن والترشيد المعقلن الذي يذلل تطويعها إلى أبعد حد. ومن أهم مظاهرها في عالمنا المعاصر التكنوقراطية صنوة التقنية إن لم تكن صنيعتها:<< فمن جانب، نلاحظ أن الوعي التكنوقراطي "أقل أيديولوجية" من الأيديولوجيات السابقة (الماورائية والميتافيزيقية منها)، لأنه يستأنس بالخبرة المقدمة وليس له اهتمام بأحاسيس الإنسان والتقاليد الأبوية الرحيمة، بل يجهز عليها إجهازا.
ومن جانب آخر، إن الأيديولوجيات الأكثر شفافية اليوم والتي تسود في خلفياتنا وتجعل من العلم صنما، لا تقاوم وتذهب أبعد من الأيديولوجيات التقليدية، لأنها بحجبها لمشاكل العدالة الاجتماعية والمساواة لا تبرر فقط مصلحة جزئية في السيادة لطبقة محددة، وإنما تقمع في نفس الوقت مصلحة جزئية في التحرر لطبقة أخرى، بل لأنها أيضا تضر بمصلحة الجنس البشري كله في التحرر>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هائل الحاتمي
مراقب عام
هائل الحاتمي


الجنسية : اليمن
الهــواية : التواصل في عصر التقنية .. Readin10
المــزاج : رايق
المــهنه : التواصل في عصر التقنية .. Seller10
العمر : 53
تاريخ الميلاد : 15/01/1971
المشاركات المشاركات : 10437
النشاط : 17463
وسام : 82
تاريخ التسجيل : 17/09/2008
. : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس
وسام : 21

التواصل في عصر التقنية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التواصل في عصر التقنية ..   التواصل في عصر التقنية .. Emptyالجمعة 16 يوليو 2010 - 10:59

بارك الله فيكم
شكرا على مروركم الطيب تحياتي لكم
اسعدني مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التواصل في عصر التقنية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجنان جبل حبشي  :: منتديات الجنان> التكنلوجية :: الكمبيوتر والإنترنت-
انتقل الى: