منذ يومين استبد ألم الأسنان بفواز، ولم يجرؤ على البوح بآلامه خشية أن تبعثه أمه إلى طبيب الأسنان، لأنه كان
يعتقد أن الطبيب سيقلع له أسنانه، ولأنه أيضا يخاف من منظر الأدوات الطبية التي يستخدمها أطباء الأسنان تحديدا.
فحصه الطبيب بعناية. اقترب من فواز ثم راح يداعبه لكسر حالة الارتباك عنده. ولما انتهى من المعاينة والتشخيص، قال
لفواز بأنه يعاني من التهاب في اللثة.
استفسر فواز عن التهاب اللثة وعن أمور أخرى عن الأسنان فجاوبه الطبيب بكل أريحية وهدوء،
ثم سال عن رائحة فم بعض الناس.
ابتسم الطبيب وقال:.
-
سؤالك ذكي وجاد
وراح يشرح عن معاناة الكثيرين ممن يعانون من رائحة أفواههم الكريهة:.
- هذا مؤشر على وجود مشكلة حقيقية عند الكثيرين.
- وكيف يا دكتور.
عندما تتجمع البكتيريا في فم الإنسان، وبالتحديد بين أسنانه ولثته وعلى لسانه، تتخمر هذه البكتيريا وتتحلل لتترك
رائحة كريهة.
- وما الحل يا دكتور؟.
- الحل أن ينظف الإنسان أسنانه بالفرشاة والمعجون ثم بالخيط.
- وهل تنظف أنت أسنانك كل يوم يا دكتور!.
ابتسم الطبيب وأجاب:.
- على الأقل مرتين في اليوم.
- وإذا لم ينفع ذلك، وبقيت الرائحة.
- أنا لا انصح بالعقاقير، لأنها تفتك بالبكتيريا كلها وتؤدي بالتالي إلى أعراض جانبية كثيرة.
- وكيف ذلك يا دكتور؟.
- إنها تحد من نسبة البكتيريا في الفم، وهذا غير طبيعي، لأنها تحدث خللا في توازن وجود البكتيريا في الفم.
- إذا ما العمل يا دكتور؟.
- على الإنسان أن يكثر من تناول الماء والفواكه، وإنني انصح بتناول (القرفة) التي تحتوي على مادة طبية تستطيع
فصل وتحطيم مادة الكبريت المسببة لرائحة الفم.
ابتسم الطبيب بعد أن أدلى بفيض من المعلومات الطبية التي حاول تبسيطها قدر الممكن، مدركا أن فواز لديه
ملاحظة أو تعقيبا يحب أن يقولها:.
- كلامك رائع يا دكتور، وفي المرة القادمة سأهديك كيسا كبيرا من (القرفه)!