((مــحــمــيــة بــرع اليمنيه )) لمن لايعرفها...

إنها لوحة سندسية خضراء بديعة التكوين مازالت بكراً كما أبدعتها يد الخالق ، حيثما سرحت البصر لاتقع العين الا على أشجار زاهية او نباتات خضراء، تتناغم حفيف أوراقها مع هدير المياه المنحدرة من أعلى قمم الجبال على مدار العام، لتعزف أجمل سيمفونية موسيقية من لحن الطبيعة الخلابة، تذهب بخيال المرء بعيداً خارج حدود الزمان والمكان، فينتعش الذهن وصاحبه يستنشق هواءً صافياً عليلاً منزهاً من ملوثات العصر ، ويستمتع النظر بمرأى الفراشات مختلفة الألوان والأحجام والأشكال وهي ترفرف فوق الأزهار، فتختلط زقزقة العصافير النادرة بأصوات الحيوانات الجبلية خاصة القرود المتوارية خلف الأشجار الكثيفة المتناثرة في سفوح الجبال وحتى قممها الشاهقة.
تلك هي غابة برع الواقعة شرق مدينة الحديدة بنحو 50كم، ممتدة على مساحة قدرها 4100 هكتار، وبارتفاع يتراوح بين 300 - 800 متر فوق سطح البحر،لتجمع بين بيئتين مختلفتين سهلية وجبلية ، أعطتها تفرداً جمالياً زاده تراكم السحب الضبابية التي تكسو قمم جبال برع المشرفة على الغابة جمالاً إضافياً.
دعوني احدثكم عنها بالصور،وسوف نتدرج في رحلتنا لمحمية (برع) من بداية الرحلة الى نهايتها ،،
توكلنا على الله
__

طبعا في طريق ذهابنا انا ومجموعة من ابناء العم الى هذه المحمية لم تكن لي خلفية عن مدى رونقها الخلاب وجمالها البديع فعندما رأيت هذا الطريق المؤدي الى المحمية لم تصدق عيني ما ارى من طبيعة خلابة فالطريق مع الطبيعة الخضراء الموجوده على يمينه ويساره اصبح طريق الى جنة من جنان الارض......._

إن هذه الصوره تبين جمال محمية برع الطبيعية فالجبال مكسوة بالاشجار فتبدو لك لك هذه الغابة
في جمال عجيب،،

إن التنوع الحيوي الفريد الذي تتميزبه غابة برع جعلها متحفا للتاريخ الطبيعي، فإلى جانب تواجد شجرة( البرطم) بشكل يشد الانتباه، فان الغابة تحتضن عدداً من الاشجار والنباتات النادرة أهمها: العرفط، خرمش، كمب، بياض طنب، مداخ، أذخر، ضبر،الى جانب شجرتي بزاغ وعتم،
وسجلت الدراسات المسحية للتنوع البيولوجي في الغابة نحو 295نوعاً نباتيا، منها 54 نوع نادر على المستويين الوطني والعالمي، بينها 8أنواع متوطنة في غابة برع دون غيرها .

بعد دخولنا المحمية اخبرنا الحراس بوجود اماكن جميلة ورائعه في نهاية الطريق في الاعلى واثناء صعودنا في الطريق صادفنا الكثير من القرود،وقد قامت إدارة المحمية بوضع لافتات كثيره في اماكن تواجد انواع محددة من الحيوانات،،
وتعيش في الغابة عدد من الطيور النادرة أهمها: الزرزور الأسود، النساج،جاكرا، التميز اللماع، الكوكال، والكوكو.
وسجلت الدراسات المسحية للتنوع البيولوجي في الغابة نحو 29عائلة نادرة على المستويين الوطني والعالمي .
كما سجلت المسوحات ما يزيد عن 90 نوع من الطيور ، و9 أنواع من الثدييات،كالقردة والضباع والقنافذ وغيرها، فيما اختفت النمور التي كانت تعيش في الغابةحتى ثمانينات القرن الماضي .
وبحسب تلك المسوحات، فان غابة برع تحتضن أيضا نحو 13 نوعاً من الزواحف، منها أربعة أنواع متوطنة في الغابة، إلى جانب خمسة أنواع من البرمائياتو60 نوعا من الفراشات، واحد منها تتفرد به غابة برع .

بعد وصولنا الى نهاية الطريق الاسفلتية،،قمنا بإيقاف السيارة واخبرنا بعض الموجودين هناك، بوجود مواقع كثيره تحت الشلالات ،ولكن يحتاج الوصول اليها المشي على الاقدام ،
وتم التقاط هذه الصورة من الاعلى بعد ان مشينا قرابة 10 دقائق وتعبنا من الصعود فأخذنا فترة راحة وقمت بتصوير الطريق ،،

طبعا بعد ما مشينا لمسافة ربع ساعه وصلنا الى مكان بجانب احد الشلالات ،جلسنا وتناولنا غدائنا الذي احضرناه معنا،،وفعلا اخواني الكرام اتأسف لكم لقلة الصور في هذا المكان بسبب التعب الذي واجهنا من الصعود والمشي، ومن شدة اندهاشنا من تلك المناظر نسينا تصوير هذه المنطقه الجميلة ،،
وبعد ان اتمننا الغداء ،سبحنا في حوض الشلال وكان الماء باردا ،،

_موقف ومعلومة :اثناء تواجدنا في هذا المكان شاهدنا بعض الاخوة يسوقون البغال ويحملون البضائع
بادرناهم بالسؤال عما يحملون ولماذا واين،فأخبرونا بأنهم يسكونون في قرية في اعلى الجبل وتتكون
هذه القرية من أربعين بيتا، وانهم يوصولن هذه البضائع لسكان تلك القرية،
وعند سؤالنا لهم عن المدة الي يستغرقونها في الصعود والنزول
أجابنا احدهم وقال نستغرق في الصعود ثلاث ساعات واما اثناء النزول فنستغرق ساعتين او ساعتين ونصف مع العلم انهم يصعدون وينزلون في اليوم مرتين ،،
واثناء وجودنا هناك بدأت السماء ترعد وبدأة الغيوم تتجمع فنصحنا بعض الاخوة الذين يصعدون وينزلون ،،بالنزول والابتعاد من الشلال لخطر نزول المطر وقد تجرفنا المياه،،

google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);

فاستمعنا للنصيحه ونزلنا ،،
واستقلينا سيارتنا الى مكان آمن...

هذه الصورة تم التقاطها بعد نزولنا من موقع الشلال ،طبعا منظر الجبل مع العشه و(المدعه) او
(المداعه)، اضاف نوعا من الرومنسيه اليمنيه للاخوان خاصة وان البعض منهم كانوا (مخزنين)،،
طبعا هذا الموضوع انا نزلته في هذه الايام التي نحتفل فيها بعيد الوحدة المجيد،ولا ننسى فضل حكومة
الوحدة في (محمية برع) ، من أهم المنجزات التي شاهدتها وقامت بها الحكومة في هذه المحمية
_شق الطريق وتعبيده حتى يسهل لمن يأتي الى هذه المحمية التحرك فيها كيفما يشآء
_توفير الكثير من العشش للذين لديهم عائلات (كما هو مبين في الصورة)
_توفير لافتات ولوحات تبين اماكن الاشجار النادرة واسمائها
والحيوانات ، ولافتات التنبيه والتحذير ،
والكثير من الامور التي نشكر للوحدة المباركة توفيرها لنا في هذه المحمية،،

هذه الصوره في ناهية الرحلة في هذه المحمية الغناء الرائعة،
وكان منظر الغروب من هذا المنظر يتحدث عن حزن في قلوبنا لفراقنا هذه الغابة الغناء التي لن انساها ،نعم لقد حزنا عند خروجنا من هذه المحمية وفراقها صعب فالمناظر والراحة التي رأيناها واستمتعنا بها في ربوع محمية برع كانت اوقات جميلة تمر بسرعه..
وإن شاء الله نعود اليها قريبا،،

مشكووور على الموضوع الاكثر من رائع
واشكك على تميزك في الطرح