بسم الله الرحمن الرحيم
في السابق أو في الماضي تعتبر الطيبة ميزة يتميز بها الإنسان تعتمد على مدى حسن خلقه ومنبع تربيته وتعتمد أيضاً على البيئة المحاط بها. أما الآن صارت نقطه سيئة ( لأصحاب النفوس الضعيفة والمتعالين والجبناء) لو أصبح الإنسان يمتلكها في وقتنا هذا فهي فرصة ثمينة ومربحة لمصالحة لكل مستغل وضال.
قال الله تعالى : { الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ { 26} سورة النور.
نعم طيبـة القلب صفة محمودة في الإنسان بل ومرغوبة ويكون محبوب من الجميع ولكن المشكلة بأن طيّب القلب في زمننا هذا شخص ضعيف وخبل وساذج ومتخلف لأنه يتصف بالسماحة والشفافية.
ومن الناس يقول لا بد بأن يتصف بنوع من التوازن ويزن الأمور بالعقل ويجمد العاطفة أحياناً ويجب أن يكون صارم حتى لا يقال عنه ساذج والكل يعلم ما هي السذاجة ؟ فليس لها قبول في تعاملاته مع الناس. ولا أعتقد بأن الناس لا تحب طيبين القلوب والصادقين في معاملاتهم مع الآخرين وتحاشيهم للفتن والضغينة والغيبة وحبهم للخير وراحة البال. ولكن بأن يكون المقابل استغلال الطيبة بالخيانة، فهذا عيب وعار على كل مسلم.
إذاً فماذا نفعل ؟
نجعل لها حدود ... أو نتنكر بوجهٍ آخر بين طيبٍ وقسوة ومجاملة وتكلّف، فهذا نفاق صريح، فنحن محاسبون على كل صغيرة وكبيرة عند الله تعالى. والإنسان ليس معصوم من الخطأ ومعدوم الثقة ولا نغفر له أي زلّة غير مقصودة، سواء للطيّب أو غير ذلك.
وليعلم فيمن لا يفهم معنى الطيب ! فالطيّب ليس بجبان أو ساذج أو لا منطق له، لأن هذا المفهوم صار وللأسف منتشر بمفهوم المجتمع الأعوج، وهذا بالطبع خطأ فادح. طيّب القلب يعيش في هناء وراحه بعكس الذين يستغلون الطيبة فهم في شقاء وعدم راحة لأن الجبن والسذاجة والغدر من صفاتهم، والسبب إحساسهم بالنقص والشجاعة ولهذا يستغل له أي مدخل ليغطي عيوبه.
المشاركات
