أجل لقد كان شهيدنا قامة علمية تربوية كبيرة وكان كالدوحة العظيمة يتفيأ في ظلالها الوارفة ويقتات بثمارها اليانعة العدد الوفير والجم الكثير من الأجيال اليمنية الصاعدة وذلكم هو الشهيد علي سلطان والذي تربت علي يديه مجاميع غفيرة من الشباب اليمني وتتلمذت بين يديه تنهل من علومه وثقافته وفهمه وفقهه وهي في نفس الوقت كانت تتأسى بأخلاقه وصفاته وخصاله التي تميز بها من أخلاق جميلة وسلوكيات حسنة وأوصاف خيرية وسمات طيبة كالإخلاص والتجرد والإيمان والتدين الصادق والتواضع والهمة العالية والإرادة القوية بالإضافة إلى ما كان عليه من حسن معاشرة وبهاء طلعة وتبسم دائم ومن ثم كان أليفاً مألوفاً محبباً إلى النفوس ناهيك عما عُرف به وأجاده وامتاز فيه من علوم وفنون شرعية ونقلية وسعة مداركه وعمق فقهه وكثرة اطلاعه وقراءاته ونحو ذلك مما شهد له فيه الخاص والعام فضلاً عن كونه كان ر جلاً حركياً وقائداً تنظيمياً وصوتاً دعوياً دؤوباً في عمله مستمراً في نشاطه متواصلاً في عطائه التعليمي والتربوي والثقافي وفي وعظه وإرشاده وتوعيته للناس ومخالطته لهم وحل مشاكلهم وكفاك في ذلك أنه استشهد على إثر رحلة تربوية.
ومما يُحسب له أنه حين تخرج من الجامعة من المملكة العربية السعودية وعلى عكس الكثير من أمثاله كان عظيم الإحساس بمدى مسؤوليته الفردية تجاه أبناء منطقته (مديرية جبل حبشي) فترك العاصمة والمدن الكبيرة حيث ستُتاح له بالتأكيد الكثير من الفرص التي لن يجد أمثالها في ريف منطقته والتي آثر أن يستقر فيها ويبدأ عمله منها وظل يواصل حركته برغم كل الصعاب والعقبات والمشاكل التي ظلت تعترض طريقه باستمرار حتى يوم استشهاده.
ولقد التحق شهيدنا علي سلطان بالحركة الإسلامية في اليمن وانتظم عضواً في صفوفها منذ بواكير حياته ولما كان ر جل مبدأ وعقيدة فقد ظل وفياً بعهده مع الحركة حتى آخر لحظة من حياته.
وهذه نبذة مختصرة من بطاقته الشخصية وسيرته الذاتية ومحطات هامة في حياته:
-هو على سلطان علي سعيد وُلد في منطقة (النوازل) عزلة (القحاف) مديرية( جبل حبشي) محافظة (تعز) عام 1950م.
-بدأ تعليمه الأولي على يد والده القاضي العلامة/سلطان علي فتعلم منه القرآن الكريم والفقه والمواريث ومبادئ العقيدة ثم أمره والده بالسفر إلى مكة المكرمة لطلب العلم حيث التحق بدار الحديث فدرس فيه المر حلة التمهيدية والمتوسطة ثم رحل إلى المدينة المنورة والتحق بالمعهد الجامعي التابع للجامعة الإسلامية فيها ودرس فيه المستوى الأول والثاني ثم سافر إلى مدينة (الرياض) حيث التحق بالمعهد الجامعي العالي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودرس فيه الصف الثالث الثانوي ثم التحق بعد ذلك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم الآداب واللغة العربية وتخرج منها عام 1981م حيث نال المؤهل الدراسي (ليسانس).
-من أبرز مشائخه وأساتذته في مكة المكرمة الشيخ الدكتور/ علي عامر ، ومن أبرزهم في المدينة المنورة الدكتور/ عبد الله قادري ، ومن أبرزهم في الرياض الدكتور/ محمود عبد الحليم والدكتور/ علي جريشه والدكتور/ لاشين أبو شنب والشيخ/ مناع القطان والدكتور/عبد الله المصلح والدكتور/عبد الرحمن رأفت الباشا.
-بعد تخرجه عمل مديراً لمدرسة معين بمنطقة القحاف جبل حبشي وتولى قيادة العمل الإسلامي في مديرية جبل حبشي.
-وفي عام 1990م عمل موجهاً ومشرفاً على عدد من مدارس مديرية جبل حبشي.
-وتولى في هذه الفترة قيادة الفرع الثالث للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز والذي ضم المديريات (المسراخ والموادم ومشرعه وحدنان في جبل صبر ومديرية جبل حبشي ومديرية مقبنة "شمير") وظل في هذا العمل إلى أن لقي ربه شهيداً.
-أسس معهداً علمياً في قريته هو معهد الفتح.
-وأسس مع آخرين 3 مدارس للبنين والبنات في جبل حبشي ، وأسس مع آخرين أيضاً عدداً من المساجد في مناطق متفرقة.
-كان عضواً في الجمعية العمومية للمجالس المحلية وعضواً في نقابة المعلمين وغير ذلك من الإسهامات والأعمال والمهام.
-له 3 بحوث لم تُطبع وتدور حول الأدب والبلاغة والمناهج الدراسية.
-استشهد في 27/8/1994م في حادث مروري مؤسف على طريق إب – تعز ، وكانت جنازته جنازة مشهودة مشهورة لم يسبق لها مثيل.