فارس احمد علي مراقب عام
الجنسية : المــزاج : المــهنه : العمر : 38 تاريخ الميلاد : 11/05/1985 المشاركات : 5871 النشاط : 12055 وسام : 19 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: الصمت بلا صدى الأحد 19 أبريل 2009 - 1:47 | |
| الصمت بلا صدى!!
السبت - 18 - ابريل - 2009 - عبدالرحمن بجَّاش
| |
كُنتُ مُتشوِّقاً لمُتابعة برنامج «الصمت والصدى» من «الجزيرة»، ولم أكُن أعلم - للأسف الشديد - أنَّ الكهرباء ستُجهض كُلّ الشوق الذي كان، وكانت قد أجهضت مُتابعتي لبرنامجٍ آخر بعد الواحدة والنصف من ظُهر الجُمعة من قناةٍ أُخرى حول قضيَّةٍ مُثارةٍ عربياً، بل هي حديث الساعة، وكُنتُ أُحاولُ أن أُكوِّن فكرةً دقيقةً عنها، حتَّى إذا كتبتُ أدري ما أكتب ويستفيد القارئ، لكن، ماذا أفعل؟ فلحظة أن وجَّه مُقدِّم البرنامج السُّؤال الأهمّ انقطع التيَّار!! انْشَدَدْتُ بكُلِّ حواسِّي لمُتابعة «الصمت والصدى»، ولم أَدْرِ بالكهرباء إلاَّ وقد بثَّت برنامجها «الصمت بلا صدى»!! كانت العاصمة قد اغتسلت لتوِّها بخير اللَّه تعالى من مطرٍ لم يستمرّ طويلاً، لكنَّه كان غزيراً بما يُشبع النفس التوَّاقة إلى قطرة ماءٍ تُسقي عطشها ونهمها وشوقها، ظللتُ بين لعلَّ وعسى، وقبل انتهائه - حسب تقديري - بلحظاتٍ توهَّج ضوء القناديل لجُزءٍ من الثانية، رُبَّما لنعود إلى صدى وصمتٍ عبَّرت عن شُعورها تجاهه صغيرتي «تاج» : «يابه أَنِي مكتوم، أيحين بيضوّوا الكهرباء أتابع مُسلسلي؟»، أنا وهي كُلٌّ مِنَّا شكا همّه بدُون فائدة، ليمرّ الوقت وما بعد الوقت، لتأتي رسالةٌ بائسة، حقيقةٌ بائسة، قالت الرسالة الخبرية عبر التليفون السيَّار : «انقطاع الكهرباء عن أمانة العاصمة بسبب خللٍ فنِّيٍّ ناتجٍ عن الأمطار الغزيرة»، ويا صديقي وزميلي «عبدالمُؤمن» ليتكم لم تبثُّوها عبر «سبأ»، فتخيَّل وتخيَّلوا ردَّة فعل الناس!! والآن، دعونا نهمس همساً، لأنَّ الصُّراخ والصياح والتنبيه كُلّه لم يَعُدْ يُجدي، وحتَّى الكتابة عن وزارة الإطفاءات أو التوليع أو الولاَّعات أو الشمع أو الشمعدانات، كُلّه لم تَعُدْ له جدوى، والحال ما يستنتجه المرء من الرسالة إيَّاها، وبهُدوءٍ واحترامٍ شديدَيْن نسألُ - فقط - : «هذه مطرةٌ واحدة، وبالمُستوى الذي نراه كُلَّ يوم، هل تُؤدِّي إلى انقطاع التيَّار؟»، سيقول قائلٌ : «الصواعق»، ونقول : «ألا تُحمى المحطَّات بمانعاتها؟». يقول قائلٌ : «غرقت محطَّة عَصِرْ»، نقول : «معقول؟ محطَّةٌ تغرق، كيف إِذَاً لو - لا قدَّر اللَّه - هطلت أمطارٌ من تلك التي نراها على الشاشات المصحوبة بالرياح الموسمية الرهيبة والصواعق الأشد رهبةً، كيف سيكون الحال؟». دعونا من المطر، فنعود إلى السُّؤال : «ما السرّ في هذه الانقطاعات يومياً وبالساعات ولمرَّاتٍ أرهقت النساء في البيوت والرجال في الأعمال، زاد المُعدَّل عن الحدِّ الذي أسلمنا أمرنا للَّه وقبلنا به، ماذا عنه؟». دعونا نكُن صريحين مع النفس وشفَّافين إلى درجة الصراحة، هذا مُوجَّهٌ للكهرباء بوزارتها ومُؤسَّستها : «قُولوا لنا، ما هُو الحاصل؟!»، أقولُ قولي هذا وأشهدُ اللَّه أنَّني خرجتُ وجاري من الطريق التي تأتي من حدَّة صُعوداً إلى طريق الحُديدة بعد غياب بضعة أشهُر - قُلْ من الصيف السابق - عن الطريق، لنُفاجأ بعماراتٍ جديدةٍ وأراضٍ مُخطَّطةٍ وتوسُّعٍ مهولٍ تزحف فيه العاصمة نحو «بني مطر». السُّؤال : «كيف ستُواجه الكهرباء هذا التوسُّع؟»، لا أُريدُ أن أضع الوزارة والمُؤسَّسة في الزاوية، فهُما في الزاوية من زمان، لكن أسألُ بصدقٍ وعطفٍ - هيَّا حتَّى لا تقولوا تحاملنا أكثر من اللاَّزم - : «كيف سنُواجه التوسُّع في الوقت الذي نحنُ عاجزون فيه عن مُواجهة الحال القائم؟ هل تُقدِّم المُؤسَّسة الصُّورة الحقيقية للوزير؟ وهل الوزير يُقدِّم الصُّورة ويُشفعها بالحُلول لمجلس الوزراء؟ وهل مجلس الوزراء يكون صادقاً مع نفسه ويُقدِّم الصُّورة بدُون رتوشٍ إلى مكتب الرئاسة؟ أم أنَّ الجميع يستحي من الجميع؟». مُشكلة الكهرباء - أو سَمِّهَا ما شئت - تُسيء إلينا أمام الأجانب من سُيَّاحٍ وسفارات، وأهمّ المُهمّ صاحب المشروع الاستثماري الذي بدُون بُنيةٍ تحتية، حجر الزاوية فيها الكهرباء، سيهرب بماله إلى حيثُ يجد البُنية المُتوفِّرة، لن يأتي مُستثمرٌ بمصنعه أو شركته ليظلّ نشاطه مُتوقِّفاً لساعاتٍ بسبب الانقطاع المُفاجئ أو الرقص الكهربائي الذي نتمايل معه طوال النهار واللَّيل!! الأمر - إِذَاً - بحاجةٍ إلى وقفةٍ شُجاعة، يقول صاحبها الخطأ كذا والصحّ نصل إليه عبر الطريق رقم كذا، أمَّا أن نظلَّ نُغرق الناس بوعودٍ وأخبارٍ عن توقيع اتِّفاقياتٍ من الذرِّي إلى النووي إلى الغازي ويظلّ الأمر على ما هُو عليه والمُتضرِّر يلجأ إلى جهنَّم، فالأمر يُسيء إلى صُورة بلد، ولا يُجدي ولا ينفع أن نأتي بسُفنٍ تُضيء ليالي الأعياد، ثُمَّ نعود إلى الظلام من اليوم الثالث ونُقنع أنفسنا أنَّ الناس راضون عنَّا، لا، فهُم يتندَّرون ويضحكون ويهمسون ويعلمون ما لا تعلمون عمَّا يدور في قطاع الكهرباء، واللَّهُمَّ إنَّا بلَّغنا، فما نراه مُعيبٌ بحقِّ بلدٍ سيحتفل بعد أيَّامٍ بالعيد الوطني التاسع عشر، وبعده بالعيد السابع والأربعين لثورة سبتمبر، والعيد السادس والأربعين لثورة أكتوبر، ونحنُ لا نستطيع إيجاد حلٍّ لمُعضلة الكهرباء. } } } } «أبو سُهيل» { الريشة المُبدعة، الإنسان الأكثر تواضعاً، ببساطة لأنَّه الأكثر إبداعاً، الفنَّان الجميل «عبداللَّه المُجاهد»، هُو الوحيد الذي يجعلني أحسدُ «فكري قاسم» حين أعودُ إلى التأمُّل في غلاف كتابه «بلدٌ في حارة»، وأحسدُ كُلّ صحيفةٍ أرى فيها عملاً إبداعياً لا ينضب للمُبدع الكبير «أبو سُهيل»، الذي سيجعلني قريباً أحسدُ «مُقبل علي» في قبره حين تُزيِّن ريشته غلاف ديوان «السَّلِي الهَلِي مُقبل علي». } } } } شُكراً { شُكراً لكُلّ مَنْ سأل عنِّي أيَّام الغياب عنكم، بسبب التهاب الحلق الذي لا يزال مُستمرَّاً كانقطاع الكهرباء!! |
| |
|
هائل الحاتمي مراقب عام
الجنسية : الهــواية : المــزاج : المــهنه : العمر : 53 تاريخ الميلاد : 15/01/1971 المشاركات : 10437 النشاط : 17452 وسام : 82 تاريخ التسجيل : 17/09/2008 . : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس وسام :
| موضوع: رد: الصمت بلا صدى الأحد 19 أبريل 2009 - 2:36 | |
| | |
|
مطيع الشهيدي مراقب عام
الجنسية : الهــواية : المــزاج : المــهنه : العمر : 45 تاريخ الميلاد : 25/06/1978 المشاركات : 6638 النشاط : 12611 وسام : 48 تاريخ التسجيل : 26/12/2008 . : راسلوني على الرابط التالي: http://alshahydi.raslny.com وسام :
| موضوع: رد: الصمت بلا صدى الأربعاء 14 أكتوبر 2009 - 1:55 | |
| | |
|