هائل الحاتمي مراقب عام
الجنسية : الهــواية : المــزاج : المــهنه : العمر : 53 تاريخ الميلاد : 15/01/1971 المشاركات : 10437 النشاط : 17463 وسام : 82 تاريخ التسجيل : 17/09/2008 . : علمتني الحياة ان ابحث عن الامل حتى في دروب اليأس وسام :
| موضوع: أبيات جميلة في مواقف عصيبة الثلاثاء 28 أبريل 2009 - 1:15 | |
| أبيات جميلة في مواقف عصيبة
حين سُئل الأعرابي : مابالُ مراثيكم أفضل ما تقولون ؟ أجاب : لأننا نقولها وأكبادنا تتقطع .. هذه الرواية اختصار شامل لكل وجوه النقد في الشعر العربي وأكثر من دليل على بروز العاطفة في سمو الشعر وتخليله كلمات وسنى ، وبرهان وحجة على تغيير مسار الجمال في الشعر بتغير مسار حالة صاحبه وأقوى ثبت واقعي على أن الشعر ، من الشعور ..
وعلى مدار حقب الأدب العربي ، مررنا بالعديد من قصائد أجدادنا مفعمة بجمال لا يبارى ومنال صعب لأنها – وباختصار – قيلت في رثاء عزيز .
لدي فكرة سابقة عن أن أفضل الأبيات الشعرية إنما تُنسج نسيجا متماسكا ، يتخلله وشيٌ طبيعي وزخرفة من ذات الحرف والجرس الموسيقي الذي اعتراها لحظة التصاق الكلمات ببعضها بشيء من غراء العواطف التي تختلف اختلافا بينا في نوع غراءها وإن كانت من جنس واحد ، ثم إن ما يزيدها جمالا شفافية الخيال الذي يجعله – الشاعر – مرآة أخرى لموضوعه . الفكرة أن هذا النسيج يأتي حين تصُعبُ المواقف وتتعقد الأمور وتتجمع المعضلات ، وقلتُ هذا في قراءتي لمرثية أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي التي شعَت فيها الكلمات وتكثفت معاجم الحزن الحقيقي ومثلها الكثير التي انبثقت من أحلك الظروف وهذه القصائد قد لا تكون جميعها مراثي ، لكنها خرجت من رحم المحنة ومن قعر التعب والمشقة فمن سجن مظلم ، أو أسر مذلّ أو مرض استعصى أو حتى من رحلات النفي والطرد من الوطن الغالي ، كلها محن تستثير في النفس كوامن الذكريات وتستعطف الأوصاف التي يتشبث بها الإنسان تسلية عن نفسه أو حتى محاولةً لجذبها خارج مصيبته وقد تكون - هذه القصائد – رسائل سرية أو وصايا لأهله وما هذا المقام إلا كمن يحاول لمّ الشتات – في غير المراثي - وجمع الدرر في سمط واحد .
وهنا تذكرت – أقول تذكرتُ وهناك الكثير – قليل قصائد أسوقُ جزءا منها شواهد تزيدُ في أدبنا شيئا يسيرا بتذكرها ، وتوقد شُعلة المفردات في لغتنا وهي إضافة لما نحفظ أو نطّلع عليه من شعر ، ونعلم جيدا أن هذا الأمر يتطلب معرفة مناسبة الأبيات التي قيلت في ذاك الوقت الصعب وما تعلّق بها من أحداث . وقصيدة الحطيئة بعدما رماه الخليفة العادل عمر في قعر بئر مظلمة عقابا له على تسليط لسانه على الرائح والغادي في أشعاره التي تعرّض بكل شخص حتى بأمه وثم بالزبرقان بن بدر الذي شكاه إلى الخليفة هي قصة معروفة ، وبعد أن تعب في سجنه وأرهقته الوحدة والظلمة وتذكر أطفاله الصغار ولا عائل لهم – وهو شاعر مجيد – رأى أن يعتصر فكره الشعري ويشحذ لسانه لينقذه من بعد أن قذف به في المهالك فقام يستعطف الخليفة بقصيدة في عمق المحنة يقول فيها :
doPoem(0)
| ماذا تقول لأفـراخٍ بـذي مـرخٍزغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ | غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمـةفارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ | أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبهألقى إليك مقاليدَ النُّهـى البشـرُ | لم يؤثروك بها إذ قدّمـوك لهـالكن لأنفسهم كانـت بـك الأثـرُ | فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهمبين الأباطح يغشاهم بهـا القـدرُ | نفسي فداؤك كـم بينـي وبينَهُـمُمن عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ |
| |
|
وردة الجنان .
الجنسية : الهــواية : المــزاج : المــهنه : العمر : 26 تاريخ الميلاد : 02/05/1998 المشاركات : 1532 النشاط : 7245 وسام : 18 تاريخ التسجيل : 09/01/2009 وسام :
| موضوع: رد: أبيات جميلة في مواقف عصيبة الخميس 7 مايو 2009 - 9:06 | |
| | |
|