ثقافة الاعتصام بتعز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الأربعاء, 11-فبراير-2009

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نبأ نيوز- بقلم: عبد القوي شعلان -

أضحى الاعتصام ثقافة بمحافظة تعز.. إذ لا يكاد يمضي يوم حتى تشهد الحالمة اعتصاما أمام مبنى المحافظة والمؤسسات الحكومية.. ليس ذلك فحسب فالمدينة المتخمة بالسواد والحزن احتقانا من كل نوع كانت قد صدرت قبل سنوات إلى أريافها ثقافة السواد والاحتقان والبالطو والجينز للفتيات، وصدرت لها مؤخرا ثقافة الاعتصام..
قرى عديدة شهدت سلسلة اعتصامات مختلفة فمن اعتصام خدمي احتجاجي على إهدار المياه في منطقة (هجدة مديرية مقبنة) نفذته نساء القرية إلى اعتصام ذو طابع سياسي تضامنا مع أهالي غزة شهدته منطقة (البرح) في المديرية ذاتها، فيما تسجل الذاكرة المهنية سلسلة اعتصامات في مناطق مثل قدس وبنى حماد وخدير وماوية وشرعب، من المؤكد أن أكثرها دموية كان عند أهالي شرعب ومخلاف الذين نصبوا خيامهم في مكان لا يبعد أكثر من عشرات الأمتار عن مقر مديرية الأمن ومبنى المحافظة ما يعني إن سياسة الاحتواء كانت هي السائدة في تلك الاعتصامات المسلحة مع الأهالي.
اعتصامات أبناء محافظة تعز بقدر ما هي تعبير عن وعي حقيقي يتخذ طرق سلمية وديمقراطية ودستورية للمطالبة بحقوق منتهكة، وأخرى غائبة، بقدر ما هي تعبير عن حالة سخط وتذمر واحتقان واسعة ناتجة عن تدهور في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم وارتفاع الأسعار وغياب الرقابة وتفشي الفساد في كل مرفق، حتى أضحى هو الأخر ثقافة يضاهي ثقافة الاعتصام إن لم يفوقها حجماً.
اعتصامات أبناء محافظة تعز ليست ترفا إذ لم تسجل الذاكرة المهنية إن اعتصاما شهدته المدينة كان من اجل المطالبة بحديقة للأطفال والكبار الذين ينامون عند الساعة التاسعة مساء إما مكرهين بإطفاء الكهرباء أو مخيرين لعدم وجود ما يغريهم للتجول في الشوارع.
اعتصامات أبناء محافظة تعز ليست من أجل الرقي بالمستوى الثقافي وتدهور مخرجات مؤسساته، بل هي من اجل المطالبة بتحسين رغيف العيش، وهي في أحايين كثيرة من اجل قطرة ماء تزور منازلهم على رأس كل شهرين.
اعتصامات أبناء محافظة تعز احتجاجا على تزايد مظاهر العطش وغياب العدل وتعليم أبنائهم في العراء وانتهاكات المتنفذين وإطالة أمد التقاضي وعدم تنفيذ أحكامه ومتابعة حزمة التوجيهات والمذكرات الصادرة من أعضاء وقيادة السلطة المحلية لبعضهم البعض التي عادة لا تجد طريقها إلى التنفيذ بعد مرور سنوات.
المحافظة الأشد فقرا في الجمهورية هي المحافظة الأكثر وعياً، والأكثر تسديدا لفواتير الكهرباء والماء رغم ضعفها وشحتها، والأكثر دفعا للضرائب والزكاة والأكثر التزاما بقوانين الدولة، في نفس الوقت هم الأكثر شحوبا، والأكثر نحافة، والأكثر مرضا، والأكثر تعرضا للحوادث المرورية، والأكثر اصطداما بكمبات الكهرباء..!!

مشكور على الموضوع

ممتاز يعطيك العافيه