الحقيقة أن هناك أناسا كثيرين وخاصة من الشباب لا يعلمون ماذا يريدون في هذه الحياة ولسان حالهم يقول :
"نعيش ونأكل ونشرب ونعمل ونتزوج وتمر الحياة"
يجب أن تعلم أن أغلى شئ في عمرك هو : ((( شبـــــــابك )))
وأنها أجمل مرحلة في حياتك… فالطفولة صحة ليس فيها عقل… والكهولة حكمة ليس فيها شباب…
أما من يملك الصحة والعقل الناضج هم الشباب.
لذلك فليس بغريب اهتمام الاسلام بالشباب واهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالشباب حيث يقول :
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع… عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" رواه الترمذي
لاحـــــــــظ…
سوف تسأل عن عمرك لحظة بلحظة… ساعة كذا يوم كذا..وساعه كذا يوم كذا… وما أصعب السؤال…
تخيل من عاش عمره كله بلا هدف وبلا هوية… ولكن تخيل أنك بعد أن تسأل عن عمرك بشكل عام تسأل عن شبابك
على وجه الخصوص.ربما تقول.. ألم أسأل عن عمري كله فما الداعي أن أسأل عن شبابي مرة أخرى؟
نعم… ذلك لأنه أهم مرحلة في حياتك.
" لماذا نقول هذا الكلام أيها الأخوة ؟؟
لأننا نرى مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف، فكل يوم ينشأ مقهى جديدا، وتعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا، لماذا ؟
لأن الشباب يجلس عليها بالساعات… شبابا في عمر الزهور ولكن للأسف إما جالس يلعب أو يشرب الشيشة
أو شارد في لا شئ.
ونأسف كثيراً لحال فتيات كل همهن في الحياه ما هو آخر انواع الماكياج، وفلانه اشترت كذا
وأريد أن أسافر للخارج لأشتري ملابس..
هل هذا معقول؟!!
هل يعقل أن تكون هناك فتاه كل همها في الحياه أنها جميلة أم لا ؟!!
هل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانه ؟!!
رأينا الكثير من هذه النماذج للأسف …
شباب بلا طموح يعتمد على اهله في مأكله ومشربه ولا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا…
وبنات كل غايتها أن تتزوج بسرعة، ولماذا ؟ لأن كل البنات يتزوجن,,
وتستمر الحياة بهذا الشكل.
لماذا خلقنـــــــــا ؟ !
هل خلقنا لنأكل ونشرب ونتزوج وننجب ثم نموت؟ أم خلقنا لشئ آخر؟!!
كثيرا ما نرى أناسا جاؤوا إلى هذه الدنيا وعاشوا وماتوا ولا يعلمون ما خلقوا لأجله..فنجد مثلا:
* أفلاطون يقول:" إن الله خلق الكون ثم نسيه ولذلك يتصارع البشر ويقتل بعضهم بعضا"..
* ونجد ثقافة أخرى تقول"إن الكون ما هو الا لعبة كبيرة".. تخيل!! الكون كله مجرد لهو ولعب؟!!
* ونجد آخر مثل ايليا أبو ماضي يقول: جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت ولقد ابصرت أمامي طريقا فمشيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا ام أبيت .. كيف جئت؟ لست أدري…
نعم .. إنها فلسفة الحياة بلا غاية
ولكن هذا الكلام لا يصح أن يكون كلام الشاب المسلم…
فأنت قد وضع الاسلام لك الغاية.. يقول الله تبارك وتعالى :
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الذاريات 56
نعم هذا هو الهدف ,,,
أي أن تعيش في هذا الكون وهدفك إرضاء الله عز وجل يتفرع منها أشياء أخرى كثيرة، ولكن غايتي في الحياة
هي ارضاء الله تعالى.
- يُذكر أن صحفيا كان يجري حديثا مع أحد لاعبي الكرة المشهورين فقال له"كابتن فلان ماهي أمنياتك في الحياة ؟"
فقال:"أن أدخل الجنة"
فقال له:" لا..حضرتك مش فاهمني.. أنا أتكلم عن أمنياتك في الحياة"
فقال:" أن أدخل الجنة"
فقال:"أريد شيئا أكتبه"
إنه لا يستطيع أن يتصور أن هذه غاية أو هدف.. ثم سأله: "فلماذا إذن تلعب الكرة؟!!"
فقال اللاعب:"أنا ألعب الكرة حتى أحصل على المال وحتى أقدم للجماهير نموذجا محترما
فعندما يجد الشباب لاعبا محترما وعلى خلق ويعامل الناس بشكل مهذب ويعبد الله وناجح في مهنته فيتعلقون به
وبذلك آخد ثواب كل شاب يقلدني"
فأجمل شئ في الدنيا أن يكون لك غاية.. وأجمل غاية في الوجود أن تعرف ربك..
أليس هو خالقنا..وخالق هذا الكون..ومردنا إليه جميعا؟؟
- وتجد هدف البعض في هذه الحياة هو جمع المال.. يا اخوتي هذا المال ليس هدفا في حد ذاته، وانما هو وسيلة
تحقق بها اهداف أعلى..ولتكن مرتبطه بالله تعالى..وكيف ذلك؟!!
نعم..أريد ان أكسب المال حتى أعيش حياة كريمة وحتى أربي أولادي تربية كريمة أصلهم فيها بالله..
وحتى أستطيع أن أنفق في سبيل الله وأعول الفقراء فأكون غنيا متدينا..
تخيل لو كانت هذه نيتك وأنت تجمع المال فتكون في طاعة الله في كل دقيقة تجمع فيها هذا المال
ويمكنك أن تتخيل أي هدف في حياتك في ضوء هدا الاطار.
أيها الشباب..في النهاية..أريد أن ألخص كل ما قيل في كلمتين..
((( ضع غاية كبرى في حياتك..هي إرضاء الله عز وجل )))
وأنصحك بعد أن تقرأ هذا الموضوع أن تدخل غرفتك.. وأن تمسك بورقة وقلم.. وأن تكتب أهدافك في الحياة..
فمن العيب أن تعيش وتموت وأنت لا تعرف ماذا تريد في هذه الحياة.
اكتب أهدافك واسع إلى تحقيقها ولا تنس أن أعظم هدف في الحياة أن تعرف ربك خالق هذه الحياة
وأن تعيش لإرضائه وأنت تمارس حياتك بشكل طبيعي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته