[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا يقتصر التعامل مع الفنون الجميلة بأنواعها المختلفة عند حدود المعارض الفنية بمشاربها المختلفة، سعيد محمد - جدة
فالفنون الجميلة يمكن أن تراها في الطرقات، والمحال التجارية، بما تحتشد به من مظاهر جمالية تجعل منها معرضًا مفتوحًا يبعث على الراحة، ويشيع في النفس الطمأنينة برؤية الجمال.. الحال نفسه يمكن أن يكون مبثوثًا في الدور والمنازل، فاللمسة الجمالية الأخّاذة في المنازل تعبّر بوضوح وجلاء عن مستوى تعامل ساكنيه مع الفنون، وتكشف ذوقهم في ذلك، كلٌّ بحسب قدرته وتناوله لمفهوم الجمال والفنون، فيما يمكن أن يوضع إجمالاً تحت مسمى الديكور..
ويصبح لهذا الديكور بعده الجمالي العريض الذي يجعله كما المعرض المفتوح، الذي يختار له أهله من التحف أجملها، ومن اللوحات أنضرها وأروعها، وهو عين ما قام به رجل الأعمال منصور عبدالعال، الذي تحوّل منزله إلى تحفة فنية من خلال التصميم الرائع من الخارج والداخل، محيلاً إياه إلى متحف يضم العديد من التحف النادرة، والديكورات الأخّاذة، مزينًا ذلك كله باللوحات التشكيلية والفوتوغرافية التي أكسبت المنزل بُعدًا خليقًا بأن يقف الناظر إليه موقف المتأمل لهذا الجمال.
مكامن الجمال
تجربة عبدالعال منصور لم تأت وليدة الصدفة، فقد عمل عليها منذ سنواته الأولى، ويكشف عن ذلك بقوله: «منذ صغري كنت مولعًا بالجمال، حريصًا على زيارة المتاحف في أي دولة أزورها، خصوصًا فرنسا ومصر؛ حيث يكون مقصدي في أول زيارة لأي دولة هو متحفها، لأقف على مكامن الجمال فيه، مستقيًا روح الإبداع المنظورة في تفاصيله، كما كنت أيضًا شغوفًا بمجلات الديكور، أطالعها بنهم فيمتلئ خيالي بصورة لما يجب أن يكون عليه حلمي في المستقبل بمنزل مماثل، بل يفوق ما رأيته ولمسته في زياراتي أو في تلك المجلات.. كما أسهم ارتيادي لمواقع الديكور على شبكة الإنترنت في إدراكي للعديد من الأساليب المختلفة في هذا المجال، ما كوّن لدي خلفية كبيرة في مجال الديكور، وانعكس كل ذلك على حياتي في منزلي».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رؤية مشتركة
وتابع عبدالعال حديثه مضيفًا: «أعشق اللون الأخضر والعودي؛ لذلك تجد أن أغلب الألوان في المنزل هي بهذين اللونين، واعتبر اللون الأصفر هو ملك الألوان؛ حيث يدخل في نفسك السرور والفرح والبهجة»، ولم تكن رؤية عبدالعال وحدها هي المؤدى لكل هذا الجمال، فثمة شخص آخر يشاركه هذا الهم، يفصح عنه في سياق قوله: «لم أكن أنانيًا في اختياراتي؛ حيث تشاركني زوجتي في ذلك، فلها رؤية فنية رائعة، وكذلك بناتي، فجميعهن يشتركن معي في الاختيارات، حيث تم تصميم جناح للبنات من اختيارهن، يحمل أفكارهن رغم صغر سنهن».
وحول الأعمال «الجبسية» الفريدة التي يحتشد بها المنزل والتحف المتناثرة في ردهات البيت، يضيف: «كنت أشاهد التصاميم من خلال الإنترنت، وحاولت أن أسبق كثيرًا من الأفكار بإضافة لمسات أخرى من أفكاري على هذه الأعمال».. أما التحف التي تراها في المنزل فقد كان اقتنائي لها عن قناعة بأنها ضرورية لإكمال الديكور، ولا بد أن تتناسق مع ألوان البيت.
روميو وجوليت
ولا يقف اهتمام عبدالعال عند جمال القطع التي يقتنيها؛ بل يضيف إليها بعدًا تاريخيًّا، يتجلى ذلك في قوله: «اهتم كثيرًا بالأشياء التاريخية؛ ففي المنزل مرايا تحكي قصة روميو وجوليت، وهي من الزجاج والحديد، وتضم أكثر من 30 صورة تحكي قصتهما» كما يضم المنزل عدة صور فوتوغرافية لأبرز الفوتوغرافيين السعوديين، ومن أهم الأعمال تلك الصورة التي تتصدر المنزل وهي لوحة جدارية ضخمة للحرم النبوي الشريف التقت بعدسة الفنان الفوتوغرافي السعودي الرائد سمير السيد، اُلتقطت بطريقة رائعة بحيث تضم كل المناطق القريبة من الحرم، كذلك اقتنيت ثلاث قطع من ستار الكعبة قبل سنوات، وقد أهديت قطعتين منها، وظلت قطعة واحدة وهي غالية علي وأحببت أن نكون في المجلس الرئيسي، وأذكر أنني تعرفت إلى فنان تشكيلي سوداني قدم إلى المملكة من بريطانيا قبل سنتين، اقتنيت منه أكثر من 20 لوحة استخدم القهوة في رسمها، تعبر عن «جدة» القديمة والمنطقة الغربية بشكل عام، فكل هذه اللوحات التي أشرت إليها تحمل بعدًا تاريخيًّا يجعل منها وثيقة مهمة، خلافًا لما لها من بعد جمالي رائع