كذلك أيضا من الفتن التي توقع في المعاصي الفتن التي توقع في الغيبة والنميمة، وأعظم من التي توقع في القتل، فمثلا إذا كان الإنسان عليه حق لشخص فعليه أن يكتب هذا الحق ويشهد عليه حتى لا تقع فتنة في المستقبل من إنكار الدين أو من الوقوع في الخصام والنزاع الذي قد يؤدي إلى القتل.
وكذلك أيضا الغيبة والنميمة التي + + كثيرا من الناس في المجالس، من أسبابها الاستماع في المجالس والفراغ، وعدم شغل المجالس بما ينفعه من التحدث، بما ينفع المسلمين أو قراءة شيء من الكتب النافعة؛ تجد بعض الناس عنده فراغا كثيرا، تجدهم يجلسون بعد العصر أو بعد المغرب أو بعد العشاء، ثم يغتابون الناس، تكون هذه شهوة لهم، بعض الناس تجده يتلذذ بهذا الشيء، يتكلم في أعراض الناس؛ فلان كذا، فلان طويل، فلان قصير، فلان بخيل، فلان فيه كذا، هذه هي الغيبة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكذلك النميمة، وهي نقل الكلام من شخص إلى شخص على وجه الإفساد؛ فلان قال فيك كذا، فالغيبة والنميمة من كبائر الذنوب: وفي الحديث:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ؛ ينقل الكلام من شخص حتى يفسد بين الوالد وولده، أو بين الزوجة وزوجها، أو بين الجار وجاره، أو بين القبيلة والقبيلة.
والمخرج من هذه الفتنة هو ألا يُقبل قول النمام ويرد عليه، ومن نم له فإنه ينم عليه، من نقل إليك كلاما فإنه ينقل عنك إلى غيرك؛ فعليك ألا تقبل كلام النمام والمغتاب، عليك أن تنكر على المغتاب.
هذه الفتنة التي يقع فيها كثير من الناس في المجالس بسبب الفراغ، يتكلمون في أعراض الناس بقصد الغيبة والنميمة وسب الناس، وقد يسب بعضهم العلماء أو يسب الأمراء أو يسبوا ولاة الأمور، ولحوم العلماء مسمومة؛ فالمخرج من هذه الفتنة هو ملء هذا الفراغ بما يفيد، يملئ هذا الفراغ هذه المجالس، يكون فيها قراءة في كتاب، يكون فيها بحث مفيد، سماع لبعض الأشرطة، قراءة بعض الكتب النافعة، بحث فيما ينفع المسلمين، بحث في المشاريع الخيرية التي تفيد المسلمين؛ حتى يقضى على هذه الفتنة وعلى أسبابها.