لقد انتفض العراقي لكرامته وحقوقه ... فأين المفر يا حكومة العراق ؟
سنين من الضياع والحرمان مرت على ابناء العراق وهم غارقين في بحر من الامل والوعود التي يطلقها حكام الظلم والتعدي على الكرامات في وقت تناسى اولئك الطغاة ان للعراقي صحوة يكون فيها بصره حديدا وصولة يجبن منها الاسود وهيجان يغرق به المعتدي وطلعة شمس تكشف المستور وتفضح السارق ...
وها هي الان بانت للجميع من خلال التظاهرات التي خرجت من بعض محافظات العراق والتي طالبت بصراحة بأسقاط الحكومة التنفيذية والتشريعية وعلى كافة المستويات , وبعد ان تبجح المالكي وكل الرفقاء له في العمالة السياسية بالديمقراطية وحرية الفكر بالطرق السلمية الان بدأوا ينسفون كل ما قالوه للشعب العراقي ! فمجرد التحضير للخروج بمظاهرة نرى البطش والاعتقال ... وان خرجت المظاهرة سلمية تُجابه بقتل وسجن وتعذيب !
اي بمعنى وصل الحال بالعراق مجرد انك تطالب بأبسط الخدمات من كهرباء او مجاري او حصة تموينية ... تُقابل بأبشع مقابلة من قبل من ادعى انه المحامي عن الشعب وخادم له ورافع الظلم عنه !!
أهكذا يقابل الشعب الذي انتخبكم بالدماء ؟!
أين الوعود التي اطلقتموها قبل الانتخابات ؟!
عوائلكم في نعيم خارج العراق وشعبنا المحروم في جوع وعري واغتصاب وذبح وانتهاك ولن تكتفوا بذلك عمدتم لبيع اراضيه للكويت والسعودية وايران وتركيا وكل ما تحتضن تلك الاراضي من نفط وزئبق ويورانيوم وحديد ...
تأخذون لقمة يتامى العراق وتضعوها بأفواه الشرق والغرب !
تغتصبون حقوق الارامل وتوفرون لأنفسكم واسيادكم مئات المليارات من الدولار في وقت العراقي توزع له الحصة التموينية العارية حتى من الصابون ولم يبق الا اسمها !
تتنافسون فيما بينكم على الرئاسات والوزارات والمناصب والعراقي لم يجنِ الا التفجير نتيجة صراعاتكم الدامية فيما بينكم والعراقي هو المضحي الوحيد والخاسر الاوحد في تلك الصراعات !
ميليشياتكم مترعة في المؤسسات والوظائف الحكومية والعراقي البريء المظلوم يكدح من الليل الى الليل من اجل اشباع بطنه وعياله ويرجع الى البيت ومعه الحسرة والالم والتعب ولا من معين له !
لقد عرفكم كل العراقيون وعرف كطل اذيالكم ومرتزقتكم وإلا اين القنوات التي زمرت وطبلت للابراهيمي والصافي والطويرجاوي وغيرهم ؟
لماذا لم تكشف الظلم الذي لحق بالمتظاهرين المطالبين بأبسط حقوقهم ؟
كأنما على رؤوسهم الطير !
اين من سموا انفسهم حسينيون ؟
ليخرجوا رؤوسهم من جحور الفأران ويدافعوا عن المظلومين وكفاهم تنظير وسفسطة كلمات عارية من الصدق ...
لكن للأسف ليس انتم من خان العراق ! بل من شرعن لكم وافتى لانتخابكم السيستاني الذي استقبلكم مئات المرات ولن ينطق ببنت شفة عن ظلمكم واجرامكم بنا , فهو الذي اسس ونظّر لكم ودفع العراقيين لانتخابكم فهو من اتى بكم لتجثموا على صدورنا واننا لم نعرفكم من قبل ولم نسمع بكم قط لكنه هو من سير العراقيين واجبرهم على انتخابكم بفتاوى تقصم ظهور المتدينين منا وكل ذلك بتخطيط امريكي وايراني بحت .
فالواجب على العراقيين ان يستمروا بتضحياتهم وتظاهراتهم حتى تضع الحرب اوزارها فأما تنهزموا وأما تُسحقوا بحوافر خيول الاشاوس واحذروا من الحليم اذا غضب وها هو الان قد غضب فأرحلوا وانجوا بأنفسكم قبل فوات الاوان واقسم لكم ان امريكا لن تخلصكم وايران لن تنجيكم من غضب العراقيين وستُعلق جثثكم على اعمدة الكهرباء التي حرمتم الشعب من تيارها وان غدا لناظره قريب .