برسالة«sms» من السائق إلى القتلة لاحتوائها على 150 ألف ريال سعودي شنطة مفخخة «بالبسكويت» تغري متقطعي الليل لارتكاب جريمة قتل في جبل حبشي

ؤؤؤؤؤالثلاثاء 23 يونيو-حزيران 2009 القراءات: 107
جريمة يكشف اوراقها/رفيق علي أحمد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهيم
أحمد عبدالله سيف ـ 27 سنة ـ من عزلة بني بكاري ـ عازب ـ يحمل شهادة
ثانوية عامة وكان على وشك الزواج بعد أن عقد قرانه إلا أن يد الإثم
والمكيدة اغتالته الشهر الماضي وتحديداً في الثامن من مايو عندما أصابته
طلقة نارية من سلاح نوع آلي ـ لقد اخترقت الطلقة النارية وسط عينه اليمنى
لتنفذ من مؤخرة رأسه «أسفل الرأس» ولتعلن مع خروجها خروج الروح الطاهرة
للمجني عليه «فهيم» ترى كيف وقعت تفاصيل هذه الحادثة ومن السبب والمتسبب
ولماذا؟ ومن هم الجناة؟ وكيف تم التوصل اليهم؟ وماهي الإجراءات التي
اتخذتها الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز لكشف تفاصيل خيوط هذه الجريمة؟
تساؤلات عديدة حاولنا معرفتها بالنزول الميداني إلى قسم الاعتداء والقتل
بالإدارة العامة للبحث الجنائي بمحافظة تعز وخرجنا بتفاصيل على مستوى
الإجرام للنفس البشرية الأمارة بالسوء.. فإلى تفاصيل هذه القضية الغامضة:
السبت المشؤوم
كانت
الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف تقريباً «بعد منتصف الليل» معلنة
أولى ساعات صباح يوم السبت 8-5-2009م عندما كانت السيارة الصالون «ذهبي
موديل 85» تحمل لوحة عليها رقم «د.ق.ي» عندما كانت هذه السيارة تتجه على
طريق العكاد ـ بنى بكاري «من تعز ـ جبل حبشي» وتحديداً بالقرب من مدرسة
الشعب توقف السائق فجأة.. لقد وضعت أمامه أحجار والطريق ضيق فما كان منه
إلا التوقف كان بالسيارة السائق «سعد» وبجانبه أحد الأشخاص «أمين شرعي»
وابراهيم.. ومحمود إضافة إلى العنصر الأساسي في قضيتنا وهو فهيم.. الذي كان
يجلس بالكرسي الوسط للسيارة وتحديداً خلف السائق مباشرة.. عندما توقفت
السيارة «حسب محاضر جمع الاستدلالات والاعترافات» نزل أحد الأشخاص ويدعى
«أ» البليلي من الهضبة التي ترتفع عن مكان السيارة بقليل وهو مسلح ويحمل
سلاحاً آلي وبجانبه أيضاً شخص آخر ويدعى «أ.ح» يحمل سلاح آلياً أيضاً إضافة
إلى «ج» الحمادي ولا يحمل سوى جنبيته.
نزل الثلاثة نحو السيارة مطالبين
إياهم بعدم التحرك والسكوت.. آه.. إذاً القضية هنا قضية تقطع وإلا مامعنى
نزول هؤلاء المسلحين بعد منتصف الليل وتعرضهم للسيارة وركابها..؟؟
لقد
صمت كل من في السيارة وقام أحد الأشخاص الذين يحملون الأسلحة
النارية«ا.البليلي» بإطلاق أعيرة نارية قدرت بسبع طلقات نارية.. الطلقة
الأولى أصابت احدى الاطارات للسيارة الصالون فيما اخترقت الطلقة الثانية
احدى جوانب السيارة والطلقة الثالثة في قلب السيارة«القعادة» وطلقة رابعة
وخامسة وسادسة في الهواء إلى ان جاءت الطلقة النارية السابعة التي أصابت
فهيم أحمد عبدالله ـ 27 سنة ـ في رأسه فاخترقت وسط عينه اليمنى ونفذت من
مؤخرة رأسه «أسفل الرأس» نافذة إلى احد زجاجات السيارة الصالون.. حينها
وعلى الفور فارق فهيم أحمد الحياة أمام هول كل من في السيارة ومن خارج
السيارة.. حينها قام أحد الأفراد المتقطعين ويدعى«ج. الحمادي» بأخذ شنطة
كبيرة كانت أمام فهيم ونزعها ولاذوا جميعاً بالفرار تاركين وراءهم جريمة
قتل نفس حرم الله قتلها إلا بالحق!! تاركين وراءهم جريمة نكراء تنبذها
الأعراف والتقاليد وقبل هذا وذاك والأهم تحرمها عقيدتنا الاسلامية السمحاء
التي تحرم وتجرم الاعتداء والتقطع على الغير مهما كانت الأسباب والدوافع
فكيف بالتقطع والاعتداء والقتل في آنٍ واحد؟ إنها جريمة بكل المقاييس حدثت
في الساعات الأولى لذلك اليوم.. للسبت المشئوم!!
اجراءات وتفاصيل
ولمعرفة
وكشف تفاصيل أكثر وأدق عن ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء التقينا بالأخ
العقيد/محمد علي الطيار ـ رئيس قسم مكافحة الاعتداء والقتل بالادارة العامة
للبحث الجنائي في محافظة تعز الذي قال: في البداية دعني أتوجه بالشكر
الجزيل لكل من تابع ووجه بالاهتمام بهذه القضية وفي مقدمتهم العميد
الركن/يحيى الهيصمي ـ مدير أمن المحافظة والعقيد الركن/منير الجندي ـ مدير
عام البحث الجنائي بالمحافظة والمقدم عبدالجليل العدوف والرائد/محمد الحداد
والمساعد/محمد الكلعي وكل الزملاء الذين تابعوا وساهموا في كشف تفاصيل
خيوط هذه الجريمة.
وبالنسبة للحادثة فقد وقعت صباح السبت في الثامن من
مايوالماضي عندما أبلغت ادارة أمن مديرية جبل حبشي الأدلة الجنائية
بالحادثة وقاموا مشكورين بامساك المتواجدين في السيارة الصالون مع السائق
ووقعت الجريمة في طريق العكاد ـ بني بكاري ـ جبل حبشي.
وقد تم خروج فريق
من المعمل الجنائي إلى مسرح الجريمة ولوحظت كمية الظروف أوالعبوات الفارغة
أو مايسمونها «بوصات» وهي سبع ظروف لسلاح آلي وتمت المعاينة لمسرح الجريمة
وتم التحفظ على سائق السيارة مع الركاب ونقلت جثة المقتول«فهيم أحمد» إلى
ثلاجة مستشفى الثورة العام بتعز ومن خلال التحقيقات الأولية تم استدعاء
آخرين إلى جانب الأربعة المشتبه بهم وهم«ع.طربوش» و«س. الملقب بإبليس»
و«ع.علي» و«ع.ثابت» و«م.غالب» و... إلخ من الأشخاص الذين بلغوا في البداية
عشرة أشخاص.
في البداية تضاربت الأقوال حيث شهد كل من «ابراهيم، محمود»
أن الملقب بـ«ابليس» هو الذي أطلق النار.. لكننا رأينا هناك تناقضاً في
أقوال الشهود ولم نقتنع بهذه النتيجة وتم اعادة التحقيق واستلمنا ملف
القضية مع الرائد محمد الحداد والمساعد محمد الكلعي ومن خلال المعاينة
لمسرح الجريمة والسيارة التي تم اطلاق النار عليها والاطلاع على الأقوال
الأولية للشهود اتضح تناقض أقوال الشهود مع مسرح الجريمة فبدأنا بالتركيز
على سائق السيارة الصالون الذي كان فيها المقتول فهيم أحمد فقال لنا
السائق: أن الدافع سرقة النقود التي كانت معهم في السيارة داخل الشنطة وأن
مقدارها مائة وخمسون ألف ريال سعودي فركزنا على سائق السيارة هذا لمعرفة
نهب المبلغ وقتل فهيم فكان كلامه متناقضاً ومنافياً للواقع لأنه مغترب في
المملكة العربية السعودية الشقيقة منذ أربعة أشهر فقط فكيف قام بجمع مال
يقدر بمائة وخمسين ألف ريال سعودي وبدأنا أيضاً بالتركيز على مصدر النقود
وكان السائق«سعد» يسرد لنا المصادر التي أتت منها النقود«051ألف سعودي» إلى
أن وصل إلى مبلغ ستين ألف ريال سعودي ولم يستطع أن يسرد بقية المصادر
ومكثنا خلال ثلاثة أيام متواصلة بالتحقيق والتأكد إلى أن أقر «سعد» بالأخير
واعترف أنه لم يكن معهم فلوس وأن الشنطة«الحقيبة» التي كانت معهم كان فيها
قراطيس وبواكت بسكويت زبدة وأنه كلف ابن عمه يشتري وقال أن«ع.طربوش»
أبلغه أن يتقطع لابن عمه مقابل سبعين ألف ريال ولذلك سبق أن سافر والتقى مع
المتهم بـ ع.طربوش ووصلوا إلى تعز وباتوا في منطقة البيرين وسمروا هناك
فقال له أحد الأشخاص سيأخذك فيما بعد وانتقلوا فوراً إلى مكان الواقعة وكان
ع.طربوش قد قال لهم: سيحضروا. . ويتابع العقيد الطيار قائلاً: لقد جلسوا
يوم الجمعة وفهيم المجني عليه أخذ الشنطة وفيها البسكويت وخزنوا في منطقة
البيرين وجاء«ا.البليلي» وقد تم تكليفه بمهمة التقطع واتصلوا بشخص
يدعى«تقي...» والذي جاء بسيارة صالون أخرى ومعه اثنان آليات «أسلحة نارية»
ثم سافر«ا.البليلي» و«د.سلطان» و«ا.حسان» و«ع.حسان» و«ج.الحمادي» وتحركوا
بالسيارة الصالون الأخرى موديلها«78م» وتحركوا جميعاً إلى منطقة العكاد على
الطريق المؤمل أن يمر عبرها السائق سعد ومعه فهيم وآخرون للتقطع لهم
وأثناء تواجد«ا.البليلي» ومن معه ليخططوا لمكان الحادثة أرشدهم
المدعو«ا.البليلي» إلى منطقة أخرى غير التي كان مخطط لها وهي منطقة ذات
طريق وعرة بالقرب من مدرسة الشعب وهو مكان بين هضبتين «تبتين» وعندما أتت
السيارة الصالون التي تحمل لوحة رقم«سعودي» وعلى متنها سعد وفهيم وآخرون
بعد منتصف الليل في الساعات الأولى لليوم التالي«السبت» قام «ا.البليلي »
مسلح وشخصان«أحدهما مسلح بالنزول وأطلق البليلي سبعة أعيرة نارية متفرقة
أحدها أصابت فهيم أحمد بالرأس وقتلته على الفور فيما قام أحد الأشخاص الذين
كانوا معه بالاستحواذ على الشنطة التي ظنوا أن بداخلها نقود ولم يعلموا
أن في الأصل بداخلها بواكت وبسكويت.. وقراطيس تجعلها منتفخة!!
والغريب
أنه اتضح لنا أثناء التحقيقات أن «ع.طربوش» كان يتصل بـ«سعد» سائق السيارة
التي بداخلها فهيم ويطلب افادته عن مكانهم أثناء السفر وفي أي كرسي يجلس
فهيم مع الشنطة.
وكان رد «سعد» السائق عبر رسالة «sms» أن فهيم يجلس
بالكرسي الذي خلفه أن الشنطة أمامه!! وكان الاتفاق بأن يكون التقطع في
منطقة الشرج/المكازمة.. ولكن كما قلت لك: أن «ا.البليلي» غيّر الموقع إلى
القرب من مدرسة الشعب بحجة أن هذا المكان ضيق ويقع بين هضبتين.
اعترافات ومواجهة أدلة
ويؤكد
العقيد الطيار ـ رئيس قسم مكافحة جرائم الاعتداء والقتل بالقول: رغم
التضارب في الأقوال والانكار الشديدين في البداية إلا أنه تم مواجهة
المتهمين بالأدلة والقرائن وعلى ضوء ذلك تم اعتراف السائق«سعد»
والمتهمين«البليلي» و«رضوان» وتم ضبط المتهم«تقي» مع الأشخاص الذين كانوا
معهم أسلحة وضبطهم مع السيارة الصالون التي أقلتهم إلى موقع الجريمة وهنا
أشكر دور أمن منطقة البرح لمساعدتهم في ضبط بعض المتهمين.
أما تقرير
الأدلة الجنائية بالنسبة للأسلحة الموجودة «آلي» فقد اتضح أن السبعة
الفوارغ«ظروف» أو فوارغ الرصاصات السبع جميعها خرجت من سلاح واحد وهو من
بين الأسلحة النارية التي تم ضبطها والمطابقة التي أكدت خروج الظروف
جميعها من سلاح واحد.
وعموماً فبعد مواجهة المتهمين بالأدلة الجنائية
والقرائن اعترفوا جميعاً وقد تخلل هذه التحقيقات الانتقال إلى منطقة
البيرين في جبل حبشي وكذا التأكد من الحوالات من أحد مراكز الصرافة ومحطة
تعبئة البترول التي تم التعبئة منها وأماكن مكوث المتهمين في النشمة والبرح
وعدد من المناطق.. وكما أسلفت فإن كل هذه الجهود كانت بمتابعة حثيثة
ومباشرة من قبل العميد الركن/يحيى الهيصمي ـ مدير أمن محافظة تعز والعقيد
الركن/منير الجندي ـ مدير عام البحث الجنائي بالمحافظة.
الخلاصة:
ويخلص
العقيد محمد علي الطيار - رئيس قسم مكافحة جرائم الإعتداء والقتل بتعز إلى
القول :وعلى أية حال فقد تم الإفراج عن جميع الشهود والمشتبه بهم.
وتم القاء القبض على المتهمين بارتكاب الجريمة أو التحريض عليها أو من لهم صلة بها وهم خمسة أشخاص.
وخلصنا
إلى ان الدافع الرئيسي لارتكاب الجريمة هو ان «ع. طربوش» كان يريد ان يبتز
«سعد» فوقعت الجريمة التي راح ضحيتها الشاب فهيم أحمد عبدالله.
كما
خلصنا من التحقيقات إلى أن «تقي » هو السائق الذي أوصل الجناة إلى مسرح
الجريمة ثم أخذهم جميعاً ليذهبوا إلى القرية.. الخ.. القصة المأساوية التي
ذكرناها..
وتم تجميع كل هذه الخيوط مع الإعترافات وأقوال الشهود
وتضمينها في ملف القضية الذي رحل إلى النيابة العامة حتى تستكمل الإجراءات
القانونية اللازمة.

مشكووور على الموضوع الاكثر من رائع
واشكك على تميزك في الطرح

شكرا علي المتابعه