ابو صقر السالمي .
الجنسية : الهــواية : المــزاج : المــهنه : العمر : 41 تاريخ الميلاد : 18/09/1983 المشاركات : 2208 النشاط : 9717 وسام : 7 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 . : مافي احدمرتاح وسام :
| موضوع: لماذا ننتقد الآخرين وننسى أنفسنا..!؟ الإثنين 18 يوليو 2011 - 12:57 | |
| من السلوكيات غير الحميدة المنتشرة في مجتمعاتنا اليوم هو إنتقاد غيرنا والتبصر لعيوبهم , فصدق من قال: عيوبي لا أراها وعيوب الناس أجري وراها, ففي كثير من الأحيان نستنكر عادات وتقاليد وأخلاق ونتضجر منها ... ونعيب على من يتلبس بها ويتخلق ..., لكن عندما تتكرر هاته الصور فينا نتجاهل ذلك أليس من الأنانية والجور, أن نقوم بذلك ...
قد نتفق جميعا في أن الإنتقاد هو أساس التطور والتقدم ... , وأن هذا الأخير هو شيء بديهي لدى الجميع ... , لكن الحقيقة عكس ذلك تماما ... فالأغلبية تجهل المفهوم الصحيح له... والأساسيات التي يرتكز عليها ... حيث يرتسم في أذهاننا أن النقد لا يهتم إلا بذكر المساوئ والعيوب سواء كان النقد موجه الى شخص , موضوع , شيء ... الخ , وهذا الاعتقاد خاطئ في حين أن النقد العادل هو أن تقيم ما أمامك من عمل , شخص ...الخ من كل النواحي ليس سلبيا فقط ... بل وايجابيا أيضا فتذكر العيوب وكيف يمكن تلافيها وتذكر الصواب وتشكره عليه, وذلك يكون وفق أسس وقواعد وليس بشكل فوضوي...
فالنقد البناء يكون حول فكرة موضوعية يمكن قياسها. فالدخول إلى النيات والمقاصد ليس من النقد البناء. ولإيجاد نقاط تواصل لابد أن يكون النقد حول نقطة جوهرية واضحة ويكون البناء عليها تأصيلاً وتفريعاً.
الناقد الصادق يتجه نقده إلى صاحب العمل كيف يطوره ويرتقي به دون أن يدمره، فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده. واعلم أنه من السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات.
النقد البناء ما كان بعيداً عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة ، بل لابد أن يكون هناك تجرد وإنصاف ومحاولة بناء نقدك على أصول شرعية أو عقلية كي ينضبط الأمر لديك. كثير من الجدل يبرز ويظهر بسبب أن النقد كان سببه الجهل أو الهوى والتعصب فلكي يكون نقدك مقبولاً ومحترماً لابد أن يكون مبني ومرتكز على أصول علمية صحيحة بعيدة عن الجهل والهوى.
إذا كان النقد يسبب فتنة أو يحدث منكراً أعظم من السكوت فالتزام الصمت وترك النقد هو الأولى؛ لأنه ليس من الحكمة أن تنتقد كل ما يحدث ويطرأ. والناس لو سكتوا عن أشياء كثيرة وتغاضوا عن قضايا سلبية لماتت في مهدها ولما حدث لها انتشار. ونحن نرى من أراد أن ينشر فكرة ما أن يطلب من الآخرين نقده.
الناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله؛ بل ينتقي أعذب الألفاظ وأحسنها. فلكي يكون نقدك بناء لابد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك. فأنت لا يمكن أن تملك الحقيقة المطلقة دائماً، فإن كان لديك الحق في بعض القضايا لا يعني ذلك امتلاكك للحقيقة المطلقة. والحق لن يقبل إذا كان مصحوباً بتعالي وازدراء للآخرين فالكل يظن أنه يملك الحقيقة
والآن وبعد أن تعرفنا على النقد البناء الذي يعتبر عملة نادرة في وقتنا الحاضر...
في رأيكم لماذا يطغى على انتقادنا لبعضنا البعض الجانب الهدام..؟
أين تكمن أسباب ذلك..؟
أنتظر تفاعلكم
| |
|