فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ "
سورة الغاشية هذه الآية الكريمة نزلت وهي أمر من الله عز وجل
للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن يقوم... بتذكير العباد وهي
مهمته... و أنه عليه الصلاة والسلام مُذكر وليس بمسلط على العباد
لإكراههم وإجبارهم ... وفي ... آية أخرى في سورة الأعلى " فَذَكِّرْ
إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى " وهنا أيضا يأمر رب العزة عز وجل نبيه عليه
الصلاة والسلام بتذكير الناس ... و قال العلماء في تفسير هذه الآية
الكريمة... بأنها مشروطة في مكان ينفع فيه التذكير... ويقصد منه
إن نفعت الذكرى فذكر ...وإن لم تنفع فلا تذكر..وقال بعض العلماء
على كل حال ذكر .. فإن كل هؤلاء القوم تنفع فيهم الذكرى
والمعنى على هذا القول: ذكر بكل حال ... والذكرى سوف
تنفع .. وفي سورة الذاريات قال عز وجل
" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " وفي سور و آيات ومواطن
متعددة في محكم التنزيل ... هكذا أراد الله من عباده الذي يـتأسوا
بالرسول عليه الصلاة والسلام ... عندما ..... قال ... عز وجل
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ...كتبنا ودافعنا
عن حرية الرأي والرأي الأخر ... من باب التذكير الذي ..أمرنا الله به ...
يتعامون عن حقيقة أن الاختلاف هو سنة من سنن الحياة ... التي
جبلنا عليها الله عز وجل ...وان في الاختلاف رحمة للعباد ..وقد
كان الرسول عليه الصلاة والسلام ..يأخذ برأي الصحابة ويشاورهم
بالأمر تحقيقا لأمر الله عز وجل " وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الأَمْرِ " وقد وصف الله عباده المؤمنين في الآية الكريمة "
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ... فهل يوجد أي مقارنة ولو يسيرة
بين من يرتدون عباءة الدين اليوم ... وبين الصحابة ... وهل هم
يمتثلون لأمر الله عز وجل ام كما نراهم... مجرد... مشاغبين
يحبون الظهور والبروز ... نرجسيتهم وغرورهم ... يعميهم عن
الحق وطريقه ... وأي موقف..او تصحيح...او أراء لا تعجبهم
فمن المفترض ...بمن ارتدى... عباءة الدين ...أن ينصح كما أمر الله
تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام وعباده المؤمنين...لا ان يرتديها
كي يقصي من يخالفه الرأي ... تحت ستار الدين ..