لماذا السجود مررتين والركوع مرة واحدة ..؟
فلنغير مشاعرنا لنتلذذ ..
يتكرر السجـــود في الركعة الواحدة مرتين، بينما الركوع يكون مرةً واحدةً فقط .. وذلك لأن السجود من أعظم أركان الصلاة ..
كما يقول ابن القيم "ولما كان أفضل أركانها الفعلية السجود؛ شُرِعَ فيها بوصف التكرار، وجعل خاتمة الركعة وغايتها التي انتهت إليها مطابق افتتاح الركعة بالقرآن واختتامها بالسجود: أول سورة افتتح بها الوحي فإنها بدئت بالقراءة وختمت بالسجود" [شفاء العليل (24:46)] ..
فأول سور القرآن هي سورة العلق، التي تبدأ بقوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، وتنتهي بقوله عزَّ وجلَّ {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]
وقد يتسائل البعض: لماذا نسأل الله المغفرة بين السجدتين، بينما لا نسأله ذلك في السجود وهو موضع استجابة الدعاء؟!
وذلك لأن استجابة الدعاء لا تقتصر على السجود فقط .. بل قد يُستجاب الدعاء في السجود أو التشهد أو بين السجدتين .. كما ورد في حديث الشفاعة عن النبي ".. فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ .." [صحيح مسلم]، فكان دعائه بعد الرفع من السجود.