قال تعالى :{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .. النور الآية 24
هل فكرنا بماذا ستشهد علينا جوارحنا ؟ وهل راعينا حق الله فيها وشكرنا نعمة الجوارح باستخدامها فيما يرضي الله تعالى ؟
أحذر آفات اللسان :
* القول على الله بغير علم
ونلاحظ في المواقع ما أن يسأل أحدا سؤال فقهي إلا تجد العشرات ممن يجيبه من تلقاء نفسه وكأنه مفتي أو عالم وهذا خطر عظيم جدا سواء على السائل أم المجيب , أضف إلى ذلك الخوض بأمور الدين وتفنيدها على حسب الهوى والإعتراض على العلماء والطعن فيهم وهو ربما لا يعلم حتى أركان الصلاة ,وأيضا يدخل في ذلك نشر الأحاديث أو قصص الإعجاز المكذوبة دون التأكد منها , محاسبة الناس وإدخال من يشاء بالجنة ومن يشاء بالنار وغيرها من أمور يتكلم بها للأسف الشباب دون علم ولا معرفة .
* الغيبة
أن نذكر الناس بما يكرهون مثال ( فلان لا يخاف الله - فلانه قصيرة ) وطبعا هذه أبسطها فلا يكاد يخلو مجالس البعض من ذكر الناس بما يكرهون والخوض بأعراضهم وتشويه سمعتهم وغيرها معتقدين أنها كلمات وذهبت ولا يعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء وأن كل كل كلمة ينطقها مسجلة عليه إما في حسناته أو سيئاته ولا يعلم كذلك أنه يهدي لهؤلاء البشر الذين يغتابهم ويؤذيهم بلسانه ( حسناته ) لذا حري بمن يؤمن باليوم الآخر إيمانا حقيقي أن يحفظ لسانه وسائر جوارحه .
* قول الزور
البعض يغتقد أنها فقط أمام القاضي ,لكنها تشمل كل شهادة نطقت بها حتى في الأنترنت كأن يقول أنا سمعت كذا وهو لم يسمع أو رأيت الحادث الفلاني وهو كاذب , أو يقص قصة غير حقيقية ويدعي أنها حصلت له أو لأحد يعرفه وغيرها من قول الزور والشهادة به .
*الكذب
قول خلاف الحقيقة ولا يجوز الكذب حتى على الكفار , لذا لا يجوز نشر المقاطع الكاذبة أو المزورة والمبتورة ولو كانت للمخالفين فليس من شيم المسلم الكذب , وإنما هي صفات المنافقين , فلا نقول إلا حقا قال - صلى الله عليه وسلم - " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف " .
* القذف
وهو قذف أعراض الناس ويعد من الكبائر قال تعالى "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " . وللأسف أصبح من السهل لدى ضعاف النفوس قذف الناس والخوض بأعراضهم وربما لاحظنا أنه ينتشر في الأنترنت وخاصة قذف أعراض ( المشهورين ) كالدعاة أو الزعماء الذين سقطوا أو الممثلين أو المذيعين وغيرهم وهذا لا يجوز إلا ببينة وليس لك أن تتكلم عن عرض أحدا حتى وإن كان طاغية وقد رأينا من ينشر فيديوهات مزورة عن بعض الدعاة أو الحكام أو غيرهم ويقفذهم كذبا وبهتانا , وليس هذا خلق المؤمن الذي يخاف الله ويخشى عقابه .
* اللعن والسب والشتم والسخرية والبذاءة والفحش
كلها أمور يترفع عنها المسلم , فيطهر كلامه منها حتى أثناء محاورته مع من يخالفه في الدين فمن باب أولى أن لا نستخدمها مع إخوتنا في الدين قال تعالى " يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ", لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء مكمل لمكارم الأخلاق ونهى عن الخلق السيء والفحش والبذاءة واللعن قال - صلى الله عليه وسلم - " لا يكون اللعانون شفعاء ، و لا شهداء يوم القيامة " .
لسانك لا تذكر به عورة أمرىءٍ ___فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايباً _____ فقل يا عينُ للناس أعينُ
ما إن ندمت على سكوتي مرة ___ فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما _____ زرعُ الكلام عداوة وضرارا
[center]