السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرفع لك كل معاني الأسف والاعتذار عما بدر من ردود فعل المجتمع حول ما تناولته
وسائل الإعلام في القضية الأخيرة التي نالت من شخصك ... بكل أسف هناك فئام من
الناس يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ... وبكل أسف كنت أقرأ وأشاهد
ردود أفعال القراء في المواقع والمنتديات ولاحظت أنه حين نزل الخبر تناوله
الناس بكل فضول لمعرفة من يكون ووالله لو تم عرض مبالغ مالية لمن يريد معرفة من
هو صاحب القصة لجمعت مبالغ طائلة من وراء فضول الناس ...
هب يا أخي أنك صاحب القصة أليس كل واحد منا معرض للخطأ والجهل ؟؟؟ هب أنك
أخطأت وأنا هنا لا أقلل من ذنب وجرم الخطأ ولكن هب أنك أخطأت ألم يأمر الله عز
وجل بالتوبة للمذنب والستر من الناس ... لو تأمل كل واحد منا وسأل نفسه لو كنت
مكانه (عياذا بالله ) كيف كنت أتمنى أن يتعامل الناس معي في محنتي ؟؟؟ ألا يكفي
نظرة الناس له ؟؟؟ ألا يكفي أنه كان يشكل للجيل قدوة صالحة والآن صدم الكثير من
الشباب والشابات و كل من كان يثق به ويراه قدوته في الحياة ؟؟؟ ألا يكفي أنه
كسر جناح زوجته وقلبها .. وبدلا من أن تراه وفيا أصبحت تراه خائنا ؟؟ وأي كسر
لقلبها ؟؟ وأي موقف هي الآن فيه ؟؟ إن مصيبتها قد تعادل مصيبته بلا شك ... فمن
يمنعها من نظرات النساء وسوء ظنهن بها ؟؟ فمنهم من ستقول : أكيد أنها لم تملا
عينه !!! ومنهن من تقول : ما بحث عن بنات هوى إلا لأن فيها ما فيها ... الخ من
كلام الناس بكل أسف ... كان الله في عونها تلك المسكينة التي رميت بلا ذنب .
بكل وأسف أقول أن لدينا أزمة أخلاق ... وبكل أسف أقول لدينا أزمة دين ... وبكل
حزن أقول لدينا أزمة في التعاطي مع الأحداث من حولنا ... ولدينا أزمة في إحسان
الظن ... ولدينا أزمة في الستر على الناس ... ولدينا أزمة في كيفية أن نحب
لأخينا ما نحبه لأنفسنا .
أصحاب النادي المنافس كانوا يتمنون أن يكون صاحب القصة من ذلك النادي والآخرين
يتمنون عكس ذلك وكأن معايير الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله أصبحت
تتحدد بالأندية والانتماء لها .
صباح هذا اليوم أشاهد أصحاب النادي المنافس يضحكون ويعلقون وقد تنفسوا الصعداء
بعد أن تبين لهم أن اللاعب هو فلان في النادي المنافس ... وكأنهم قد حققوا بطولة
بهذا الخبر .
إن الانتماء للأندية وغيرها يجب أن لا يتعدى حدوده وأن يوزن بموازين الشرع .
لماذا في لحظة واحدة تم نسف ذلك اللاعب المخطئ ؟؟ لماذا نسينا أو تناسينا حرصه
على الصلاة وأعمال الخير ؟؟ لماذا نسينا أخلاقه ومحاسنه ؟؟؟ أنا هنا لست محاميا
عنه ولكن أوجه دعوة إنصاف من المجتمع وأطالب بأن لا يتعدى الخطأ الذي ارتكبه في
حق نفسه وحق ربه إلى قدح و همز ولمز وتشفي وتعليق وجرح .
أطالب بأن نتذكر موقف النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل الذي بال في المسجد ...
أذكركم بتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الغامدية وماعز حينما أخبروه بالجرم
الذي ارتكبوه وهو الزنا وكيف كان تعامل الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم الذي لم
يوبخهم وينهرهم ويشمت بهم ويشهر بهم بل أنصفهم وقال : لقد تابت توبة لو وزعت
على أهل المدينة لوسعتهم .
وهنا أوجه رسالتي لأخي صاحب القضية وأقول :
الجميع يعرف عنك الخلق الحسن والدين والمحافظة على الصلاة ... والجميع يعرف أن
كل ذي نعمة محسود ولذلك صار ما صار وكانت ردود الفعل عليك كبيرة .
أتمنى أخي أن تطوي هذه الصفحة وأن تعاهد الله أولا ثم تعاهد نفسك على التوبة
والعودة الصادقة حيث كنت .. إنك لا تعلم إلى أي مدى ينظر لك الأطفال في المدارس
وأنك قدوتهم الصالحة ولا تعلم تنافسهم على لبس الملابس الرياضية التي تحمل رقمك
واسمك ولا تعلم إلى أي مدى يقلدون حركاتك وأهدافك .
لتعلم أخي الحبيب أن كل شيء يبدأ كبيرا ثم يصغر إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة
ثم تصغر ولاشك أن الغد سيكون أقل وطأة عليك من اليوم وبعد غد أقل من ذلك ...
أتمنى أن لا يكون لهذا الموقف انعكاسات سلبية عليك ففئة من الناس حينما يرتكبون
أخطأ وهم في مكانة القدوة فإن بعضهم ينكسر ويتصرف بسلبية ويعتزل الناس والحياة
ويتقهقر حتى يصبح في عداد المنسيين وهناك أشخاص يستفيدون من المحن ويعلنون
التوبة والخطأ بكل رجولة والعودة القوية الصادقة لتحسين الصورة ... أرأف كثيرا
لواقع اللاعبين والمشهورين بشكل عام وأدرك ما يتعرضون له من فتن ومحن
وأدرك أن النفس البشرية ضعيفة وهشة إن لم تكن مليئة بحب الله ورسوله ... وأعلم
جيدا أنك ضعفت أمام نزوات الشيطان ولم يكن لديك الحصانة الكافية في قلبك لمواجهة هذه الفتن من النساء العارضات أنفسهن عليك وعلى غيرك .
أخي الكريم : أي جرح نازف وقع على شريكة حياتك وأي طعنة في ظهرها أصابتها في
مقتل كان الله في عونك وعونها على تجاوز هذه المحنة ... إن لها عليك حقوقا كثيرة
يجب أن تلبيها لها من إرضائها ووعدها بعدم تكرار مثل الذي فعلت وأن تخلص لها
فعلا في قابل أيامك .. يجب أن تستغفر لها ذنبك حتى ترضى .
ولوالديك عليك حق فأي موقف لايحسدون عليه الآن وأي قلب يحملانه ؟ .. بكل تأكيد لن
يتبرءوا منك وبكل تأكيد سيصدقون عودتك وتوبتك وبكل تأكيد سيغفرون لك خطأك
وسيفتحون لك صفحة جديدة
ولوطنك ومجتمعك عليك حق .. فالكثير من الأبناء والطلاب والشباب الذين رسمت لهم
طوال السنوات الماضية قدوة حسنة وأعمالا جليلة تحسب لك .. فإنهم يطالبونك
المزيد من العطاء والبذل وأن يكون القادم أفضل بكل حال من الأحوال .
أسأل الله العلي العظيم أن يبدل حزنك فرحا وأن يغفر زللك وأن يقبل صدقك توبتك وأن ييسر أمورك ويكتب لك التوفيق .م0ن 0 ق 0 و0ل