لقد فُتح باب الجهاد !

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. والعاقبة للمتقين .. ولا عدوان إلا على الظالمين !

نعم !

أحبتي الكرام !

لقد فُتح باب الجهاد !

فـ هل من مُشمر !

لجهاد النفس والهوى !

لـجهاد الشيطان وأعوانه .. الذي يجري في دمائنا مجرى الدم !

" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت – 69)

وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها ** ** وفي نيلها ما تشتهي ذلّ سرمدي

كيف تريدون النصر والعزة والتمكين والغلبة !

و بيـننا من لا يصلي !

وبيـننا من لا يصوم و لا يزكي !

وبيـننا من يجاهر في الصبح والمساء بالمعاصي والمنكرات !

كيف تريدون النصر والعزة والتمكين والغلبة !

و بيـننا من يُرابي في البنوك .. ومطعمه ومآكله وملبسه حرام !

كيف ! وشبـابنا وفتيـاتنا صاروا ألعوبة عند الغرب الكافر

كلما آتت موضةً قلدوها .. وكلما طُرح فِلم تدافعوا على شرائه !

وقس على ذلك الكثير ، مما يندى له الجبين !

كيف ! وشبابنا الملتزم - نحسبهم كذلك - بدأ بالتميـع والإنفتـاح ،، والتوسع في المباحات - إلا من رحم الله -

كيف ! وفي بعض بُلداننا الإسلامية من يعبد غير الله .. والشرك الصريح عند المقابر والأضرحة !

في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله : " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم
بأذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينتزعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم "

وقال تعالي :
" إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "

وإن من أرفع درجات الجهاد جهاد الشيطان والهوى،
قيل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟؟ قال: جهادك هواك. "
شرح منظومة الآداب 2 / 458 ".

ولا يعارض هذا وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للجهاد المرادف للقتال بأنه ذروة وسنام الإسلام،
لأن الجهاد بالنفس لا يكمل إلا مع الجهاد للنفس، ولا يكون ذلك إلا بنهي تلك النفس عن الهوى،
وقد ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (المجاهد من جاهد نفسه في لله عز وجل) " أخرجه الترمذي في سننه 1، 16 ـ 5 / 345 "
وقال حسن صحيح، وأخرجه أحمد في مسنده 6 / 20، 22 واللفظ له "

فـ كيف يذهب الرجل مجاهداً .. وينزل في ساحات القتال .. ساحات النضال

وصدره وقلبه خاوياً من العلم الشرعي الصحيح ..

خاوياً من الهُدى والتقى .. والتوكل على الله .. والثقة بنصره !

لا يستطيع قهر شيطانه بالإستيقاظ لصلاة الفجر ! وإسباغ الوضوء على المكاره !

هذا ما أردت إيصاله أحبتي الكرام ،،

بأن نجعل المصائب والنكبات .. محطات للتوبة والإنابة لله ،،

والسير على خطى ثابتة .. نحو الجنة ..

و اُحدثكم وأنا أولكم في التقصير ..

فـ عسى أن يغفرلنا الله .. ويعيننا على فعل ما آمر وإجتناب مانهى ..

آخيراً / قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
(علق ـ سبحانه ـ الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد جهاد النفس،
وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في لله، هداه الله سبل رضا
الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد، فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد) " الفوائد لابن القيم ص 59 "

اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم انصر إخواننا في غزة
اللهم نصرك الذي وعدت ..
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

والصلاة والسلام .. على خير الأنام
محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الكرام ..

شكرا لك على المواضيع المميزة

مشكووووووورريعطيك العافيه