احبائى..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..تخوشنوا فان النعم لاتدوم..لقد كنا فى السابق نقول على ابناء الملوك والامراء والاثرياء (مولود وفى فمه ملعقه من ذهب )..وبالامس القريب واليوم وفى ظل الطفرة الاقتصادية التى سبق وان مرت بها البلاد..اصبحنا نُطلقها على السواد الاعظم من ابناء المجتمعات الخليجيه ..جملة نرددها ..ونحن نتأمل حال الإنسان بعد فوات الأوان ..وليتنا نستفيد من حكمتها مبكراً....فالمتتبع لحال الشاب الخليجي اليوم يدرك أنه ضحية لمكتسبات زرعها الأهل والمجتمع فيه منذُ طفولته....الأسرة المقتدرة تتفنن بوضع ملعقة من ذهب في أفواه أبنائها، ولا تدرك أنها بذلك تسد أمامهم أبواب النجاح والمستقبل...أما الأسرة البسيطة ..فتخجل من كونها بسيطة ..وتحاول اخفاء ذلك ..وادعاء غيره.. فينشأ الابن وهو يعتقد ان ضيق الحال عار لابد من اخفاؤه..!!! ..لا شك أن كل أسرة تفكر كيف تُسعد ابنائها ..وتوفر لهم حياة كريمة ..لكن تنسى ان تعلمهم ( ان ملاعق الذهب من الممكن ان تسحبها الحياة في لحظة) ولا تدفعهم للإعتماد على أنفسهم.. "فالشاب الخليجي يشب ولا يرضى الا أن يبدأ السلم من قمته.. فالأسرة ونظرة المجتمع علمته انه فوق الأعمال البسيطة والمعاناة والتعب،فان تعذر وصوله للوظيفة والمكانة التي لايرضى بغيرها تجده يبقى في مكانه يرفض القبول بعمل بسيط ..حتى لاتهتز الصورة التي عاش هو ومن حوله يرسمونها لابن العز" " إن إعدادالابناء منذُ طفولتهم مسألة بمنتهى الخطورة ..والأسر الثرية اليوم لاتعلم انها قد تساهم باعاقة ابنائها اعاقة حقيقية...فقد سبق لى وان قرأت عن حالة لطفل بلغ الخامسة من عمره يعاني بمشاكل في الحركة والسير.. وبعد الفحوصات ثبت انه لايعاني من أي مرض جسدي ..لكن المشكلة الحقيقية.. ان له اربع خادمات وظيفتهم تقديم كل شيء له دون ان يتحرك ..فهم يطعمونه ويلبسونه ويقومون بكل شيء بالنيابة عنه ..وكانت النتيجة أنه أصبح معاق يحتاج لاعادة تأهيل حتى يمارس حركته الطبيعية.....هذا مثال لما يفعله الأهل بالأبناء وهم معتقدين انهم يوفرون لهم السعادةوالرفاهية،والأمثلة كثيرة على ذلك فيكبر الطفل وهو معاق اما حركياً أو ذهنياً...وتتزايد معاناتنا من الجيل المدلل الذي ساهمنا في خروجه بهذا الشكل"احبائى..ان الثراء والدلال قد يكونان نعمة أونقمة في حال افسادهما للشباب عماد الأمة ولمفاهيم المجتمع.. وأعتقد أننا سندفع الثمن غالياً ان لم نُعد ابنائنا لمواجهة الحياة ..فالبساط الأحمر قد يُسحب من تحت أقدامنا.. وملاعق الذهب من الممكن ان تتحول( لورق) ويكون الأوان قد فات لأننا لم نكن مُهيئين لأي ظروف تطرأ علينا...لابد من ان نكون أكثر واقعية في تخطيطنا للمستقبل ونتوقف عن زرع المفاهيم الخاطئة بداخل الأبناء ونكون قدوة حسنة لهم باحترامنا للعامل والخادم والسائق والفقير.. فالإنسان ليس منصب ومظهر ومال ..بل هو شخصية وعقل وتكوين واحد.. كل ماهنالك أن الظروف تحكمنا بأشكال مختلفة"ياساده "عندما نتحدث عن نظرة مجتمع بأكمله فلابد ان نُدرك ان التغيير لن يكون في لحظات.. أو عن طريق مقال وتحقيق صحفي.. ولن يكون بجهود فردية....من وجهة نظري اتمنى ان تكون هناك سنة تطبيقية مثلا قبل التخرج في جميع الأقسام تُفرض على الطلبة.. لممارسة جميع الأعمال التي تندرج تحت تخصصهم.. أيما كانت دون تمييز أحدهم عن الآخر.. وعندها لن ترفض الأسرة ذلك لأنه جزء من دراسة الابن.. ومرحلة لن يتخرج دون المرور بها...أما الطالب فقد يستفيد من الاحتكاك ويجد نفسه في وظيفة مهنية معينة يمارسها دون خجل". .
والحقيقه الامر المبشر بالخير او كما اعتقده"ففي السنوات القليلة الأخيرة هناك تغير طفيف في نظرة المجتمع والشاب للأعمال المهنية ..وهذا ما المسه انا وغيرى من الناس،ففيما مضى كانت الغالبية تنتسب إلى المعهدالمهنى بسبب المعدل الذي لا يسمح بدخول الجامعة أو الأحوال المادية المتردية.....أما اليوم فهناك عدد كبير من الطلبة الذين اختاروا الأعمال المهنية برغبتهم ووجدوا أنفسهم فيها ولم تعد معاناتهم من نظرة المجتمع تعيقهم عن ممارسة عمل لديهم قناعة بأهميته....من جهة أخرى..اعتقد انه يجب تنظيم دورات واستقطاب محاضرين لإعطاء الطالب دافع معنوي وتعزيز قدراته وعزيمته على مواجهة المجتمع بعمل شريف يحتاجه المجتمع مثلما يحتاج الطبيب والمهندس....
اخوانى ..كلمة أخيرة: هذه الخطيئة التي يرتكبها الأهالي في حق ابنائهم ..ويصادق عليها المجتمع بالنظرة الدونية لبعض الأعمال الشريفة ..هي خطيئة لاتغتفر ونتيجتها أن الوطن يفقد سواعد ابناءه في الأعمال المهنية والوظائف البسيطة رغم أهميتها لبناء المجتمع....فنتمنى ان نتعامل بوعي أكبر ونساهم في البناء السوي لنفسيات الأبناء..فكما هو معروف لدى الجميع المثل الشعبى الذى يقول (من شب على شيئا شاب عليه). .واخيرا اسف على هذه الاطاله ولكن وجدت ان الموضوع ذلك..واكثر..ودمتم فى حفظ الرحمن...............................