بسم الله الرحمن الرحيم
عالم الضياع ؟
قلما تجد عربي يقرأ في كتاب أو يتصفح مجلة ثقافية أو حتى يشغل نفسه
بما يُفيد ،شبابنا الكثير منهم في سهر ومرح وأصبحت الإجازة والأيام
العادية سواء ، جلوس على الأرصفة أو على قارعة الطريق وياحبذا يعطون
المار حقه على الأقل ،لكن تزاحم وفوضى حتى في الأسواق واشكال تقشعر
لها الجلود ، يرتدون ملابس تذكرني بما نراه في الأفلام التي تحاكي
الماضي ، يلبسون ملابس ملونه وبها جميع الوان الطيف وكأن حالهم
يعرضون ازياء قديمة لعل من يُبعث ليشتري منهم ، اجسام اكتضت شحوماً
وكأن بعضهم لايستطيع المضي من ثقل ما يحملون من تلك الشحوم ، لاتعرف
لبعضهم شكل او رسم ، يمترون الشوارع روحة وجيّه مع الصراخ
الذي يزعج المارة ولم يتذكروا قول الحق {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن
صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْاصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }لقمان19 . مرورهم من أمام إشارات
المرور أشبه بالبهائم السائبة والتي لايعرف أصحابها مع احترامي
لادميتهم التي كرمها الله عن كثير ممن خلق . وجدت شاباً يقبع في سيارته
وكأن تلك السيارة تشتكي من جور ماتحمل ويستمع إلى أغنية غربية ،من
باب الفضول لديّ اقتربت من ذلك الشاب لعلني بمداعبة مني تكن نصيحة ،
سألته وكان صوت المسجل مرتفع ويسمعه من به صمم ، سألت ذلك الشاب
وقلت له تصدق أحب الأغاني الغربية لكن مُشكلتي لاأعرف ماذا يقولون هل
ممكن تخبرني ماذا يقول هذا المغني ؟ أذكر من مقاطع تلك الكلمات شخص
يريد يهدي وردة لحبيبته إلاّ أنها لاتحبه وتتهرب منه ، تارة لاترد على
الهاتف وتارة لاتفتح له الباب المهم الوردة ماتت قبل أن يوصلها لها
، قلت له أُريدأن تخبرني ماذا يقول هذا المغني ؟ قال بسيطة بالله
ماتعرف ؟ قلت له ماأعرف ويقولها بغرور ،قال يقول كنت على رأس جبل
وشفت حبيبيي في الوادي وذهبت مسرعاً إليك حبيبتي ، ضحكت أنا التفت
إلي قال: ما يُضحك قلت ابيات جميلة ، كأنه حس أني عرفت أنه يكذب ،
انتظرت منه لكمة لكنه كان واقعيّاً جداً ، قلت ياأخي كلامك غير صحيح
وأنت ازعجت الناس ، قال تريد الصراحة ؟ والله أني شكيّت من هيئتك أنك
تعرف انجليزي لكن قلت لربما تمُر عليك واستريح لكن تدري ودي الناس
والشباب الذين لايعرفونني يعتقدون أني أفهم انجليزي واعدك لن أكررها
ثانية . سافرت إلى بلدان غربيه رأيت الناس في صالات الإنتظار وهم
ينتظرون حافلات تُقلهم من مكان إلى آخر أو قطار أو حتى في المطار لابد
أن يقرأ في كتاب أو يحمل حاسوب يتصفحه على مقعده ، وشبابنا لاهم لهم
إلاّ السهر وجوب الشوارع دون سبب أو قيادة سياراتهم وازعاج عباد الله ،
هناك اسباب لامجال لذكرها هنا . من كلام التحف لاحد مشائخي الكرام
عالم الضياع ؟