سيدي الزعيم المبجل !
منذ أن وصلت إلى عرش السلطة شابا أمردا راكبا على ظهر دبابتك ، و أنت تجول في مسارح العالم ، مرتديا زي البهلوان ، تثير سخرية الغرب قبل الشرق بخطاباتك الدون كيشوتية ، تستعرض فلسفتك الفارغة و تتلوا علينا ما تيسر من كتابك المقدس ...
ماذا دهاك أيها الزعيم المبجل ؟ انظر لبقع الدم في يديك ، دماء من تكون ؟ هل جئت إلى السلطة لتصفي حسابا قديما مع أبناء شعبك ، أخبرني كم من بائس قادته الظروف إلى معتقلاتك و مقابرك السرية ؟ و عندما تذهب إلى الخارج في رحلاتك التي تسدد فواتيرها من أموال شعبك ألا تقابل ضحاياك الهاربين من بطشك ؟ ألا يستيقظ فيك ضمير الإنسان ؟ آسف يا سيدي الزعيم ، تذكرت أنك لست من فصيلة الإنسان !
أجبني أيها السيد المطلق ، من أي كوكب أتيت بقصة شعرك الغريبة التي لا تليق بمتشرد سكير فما بالك برئيس دولة ، لا أدري من يختار لك ثيابك التي تحاكي الخرق البالية التي يرتديها الشخاذون في حواري القاهرة الفاطمية ،
أرجوك أيها الزعيم المقدس ، ارحم كرسي السلطة المسكين ، و دعه يستريح من رائحة مؤخرتك السمينة ، أرجوك أيها الزعيم ، أصدر أوامرك العليا بإنزال صورك الضخمة من شوارع البلاد ، لقد احترقنا من كثرة التحديق في وجهك العابس و في بذلتد العسكرية الملطخة بالدماء .
ارجوك ارحل قبل أن يهيج البحر و تدك الأمواج أسوار قصرك . أرجوك ارحل قبل أن يخرجوك من غار الفئران فاتحا فمك مثل الأبله ... أرجوك ارحل و لا تكن عنيدا كالبغل !