عنوان الكتاب :
إن كنت خجولاً .. عالج نفسك بنفسك
وسائل عملية للتخلص من الخجل والرهاب الاجتماعي
تأليف : أ. د / عبد الله السبيعي .
- ما الذي أعاني منه يا دكتور ؟
- أنت تعاني من الرهاب الاجتماعي .
- وما هو الرهاب الاجتماعي يا دكتور؟
- الرهاب .. الرهاب .. يمكننا أن نقول بصورة أخرى : إنك شديد الحساسية لتقييم الآخرين لك ، وتتوقع الأسوأ من هذا التقييم.
- هل هناك كتاب تنصحني بقراءته ليشرح لي طبيعة معاناتي وكيفية العلاج؟
- كتاب .. عن الرهاب .. يمكنك أن تفهمه .. لغته سلسة .. ويقدم لك الحقائق العلمية بوضوح ... اعذرني .. لا أظن أنك ستجد كتاباً كهذا .. هل أنت متقن للإنجليزية؟
- الإنجليزية .. لا يا دكتور.
- حسناً .. لو كنت تجيد الإنجليزية لنصحتك ببعض الكتب .. ولكن .. كتاب نموذجي دقيق عن الرهاب في اللغة العربية .. لا أظن أنه يمكنني أن أنصحك بشيء!!
....................
رغم أن هذا الحوار مُتَخَيَّل .. إلا أنه يمكننا أن نفترض وجودَه في كثيرٍ من العيادات النفسية ، ثم نُقَدِّر حيرةَ الطبيب والأخصائي النفسي بحثاً عن كتاب يجمع بين سلاسة العرض ، ودقة المعلومة .. ولا يُضَحِّي بأحدهما في سبيل الآخر.
..................
بعد عشرين عاماً من الخبرة العلاجية ، والمعايشة للإنسان في سوائه واضطرابه سعى أ.د/ عبد الله بن سلطان السبيعي إلى سَدِّ هذه الثغرة المعرفية بكتابه الجديد "إن كنت خجولاً .. عالج نفسك بنفسك : وسائل عملية للتخلص من الخجل والرهاب الاجتماعي".
ولعل أبرز ما يميز الكتاب : أسلوب الكاتب الذي بُنِيَ على الممارسة ، وابتعد عن فُضولِ القول ، مترفَّعاً عن اللغة الصحفية المختزلة للحقائق ، ومتجنَّباً جفافَ اللغة الأكاديمية ، باحثاً عن التواصل الفعَّال السلس بينه وبين قارئه.
وقد عكست فصول الكتاب هذه الروح ، فجاءت – بعد المقدمة :
• الإنسان مخلوق اجتماعي .
• لماذا الحديث عن الرهاب الاجتماعي؟
• أين يقع الرهاب الاجتماعي على خارطة الأمراض النفسية؟
• الأبعاد الثلاثة للرهاب الاجتماعي .
• أسباب الرهاب الاجتماعي .
• الأطفال والرهاب الاجتماعي .
• ما قد يشبه الرهاب الاجتماعي .
• هل أنت تعاني من الرهاب الاجتماعي؟
• مظاهر الرهاب الاجتماعي وأساليب التخفي .
• من أفواه الرهابيين .
• قبل العلاج...
• الاسترخاء التنفسي .
• الاسترخاء الذهني العضلي .
• نصائح عاجلة .
• عالج نفسك بفنيات البرمجة اللغوية العصبية .
• عالج نفسك بفنيات العلاج السلوكي المعرفي .
• كتب ومواقع انترنت .
وفي الفصول الأولى يسعى المؤلف إلى تحديد مظاهر الرهاب وأسبابه ، وبيان موقعه في إطار الاضطرابات النفسية ، مفرقاً بينه وبين ما يتشابه معه من السلوك السوي (مثل الحياء) أو المضطرب (كاضطرابات القلق الأخرى).
وقد قدَّم المؤلف صورة متكاملة للرهاب الاجتماعي من خلال أبعاده الثلاثة :
1- الفسيولوجية (احمرار الوجه ، التعرق ، رجفة اليدين ، جفاف الريق ..) .
2- السلوكية ( التجنب ، نقص المهارات الاجتماعية .. )
3- المعرفية ( التقييم الداخلي السلبي للذات في المواقف الاجتماعية ، الاعتقاد بسوء تقييم الآخرين له ، التوقعات السلبية ، الشعور بالتهديد من المواقف الاجتماعية ) .
ثم عرض المؤلف نماذج للمعانين من الرهاب بأقلامهم . وبهذا اختتم نصف الكتاب الأول الذي يجيبك بعُمقٍ ويُسرٍ عن سؤال : ما هو الرهاب الاجتماعي؟
.............
حسناً .. عرفت الآن مظاهر الرهاب الاجتماعي ، وميَّزته عن غيره ، فأين العلاج؟؟
لا يدَّعي الكتاب تقديمَ نفسه بديلاً لك عن العيادة النفسية ، ولكنه يمنحك ملامح ومعايير للعلاج الصائب حتى لا تخطئه في واقع الحياة ، وتقنيات يمكنك القيام بها إن لم يتيسر لك زيارة العيادة النفسية .
ولأن الكتاب دليل عملي ، ينصحك المؤلف بخمس خطوات ينبغي القيام بها لكي تكون محاولات العلاج مجدية :
• الخطوة الأولى: تَعَرَّف على حالتك واقرأ عن اضطرابات القلق .
• الخطوة الثانية: زيارة الطبيب (غير النفسي) .
• الخطوة الثالثة: تَعَرَّف على الخيارات العلاجية المتاحة لك .
• الخطوة الرابعة: قابل عدداً من المعالجين .
• الخطوة الخامسة: اختر المعالج وابدأ المعالجة بلا تردد .
ويركز المؤلف على أن تكون إيجابياً في الخطوات الخمس جميعاً ، و " إذا لم تشعر بتقدم أو ارتياح للمعالج أو أسلوب المعالجة فقد يكون مناسباً أن تناقش كل ذلك معه أو أن تنتقل إلى معالج آخر .. ولا تُضَيِّع وقتك " .
ودون أن يدخل بك الكتاب في خلافات مدارس العلاج النفسي ، يكشف لك بوضوحٍ منظمٍ عن أهمَّ التقنيات العلاجية التي تساعدك في تجاوز محنتك .
ولأن الرهاب نوعٌ من القلق ، والقلق توتر ، ومُضَادُّ التوتر " الاسترخاء " .. يقدم لك الكتاب خطوات الاسترخاء التنفسي ، والعضلي ؛ بحيث يسهل عليك القيام به .. وأنت في بيتك !!
ويشرح لك الطرق الفعالة لمواجهة ما ترهبه .
ثم يتحدث بالتفصيل عن : معالجة نفسك بفنيات البرمجة اللغوية العصبية : شارحاً كيفية عمل العقل ، ومبيناً كثيراً من المهارات التي يمكن أن تساعدك في مواجهة الرهاب (الأسئلة المقوية ، الإرساء ، قواطع الأنماط ، قلب الموازين ، لغة الجسد ، المفردات الفعالة ، التوكيد ، التنويم الإيحائي ، محاربة الخوف) .
حسناً .. ما الذي يبقى ؟
يبقى أهم الوسائل العلاجية للرهاب الاجتماعي : العلاج السلوكي المعرفي.
وقد شرحه المؤلف بطريقة يسيرة الفهم ، محددة الخطوات ، مبيناً منطلقاته ، ومحدداً ركائزه ، خاتماً عرضه بـخطة علاجية للرهاب من خمس خطوات ، في خمس جلسات ، تقوم على تحديد ما يخيفك بالضبط ، ثم كـتابة المشــاكل والأهـــداف المحددة التي تود تحقيقها ، ثم تجهيز خطة التعريض (المواجهة) الخاص بك ، ثم التعرف على مشاعرك حين كنت خائفاً ، لتحصل في النهاية على ما تطمح إليه " مقاومة الخوف " .
لِمن يتوجَّه هذا الكتاب ؟
• إن كنت تعاني من (الخجل ، تجنب المواقف الاجتماعية ، ضعف الثقة في النفس) .. فهذا الكتاب هو الكتاب النموذجي لك ، لأنه لا يكتفي بأن يقول: كن قوياً .. كن متفائلاً .. حطم قيود عجزك .. ثم يدعك في العراء لا تدري كيف تحقق ما هو مطلوب منك !!
لم يكن مقصد المؤلف أن يستثير انفعالاتك فحسب ، وإنما أن يقدم لك ما ينبغي عليك فعله ، في خطوات محددة يمكنك تحقيقها بنفسك.
• إن كان لك صديق أو ابن يعاني من الرهاب الاجتماعي ، فاقرأ هذا الكتاب.. لأنك من خلاله ستتفهم ما يعاني منه هذا الشخص المحبوب ، وتتعلم كيف تتعاطف معه ، ثم لا تكتفي بذلك وتقف مكتوف الأيدي ، وإنما تساعده ليتجاوز ما هو فيه.
• إن كنت شخصاً نهماً في معرفة " الإنسان " في حالات ضعفه وقوته .. فاقرأ هذا الكتاب لتعرف كيف تشتبه في الإنسان الصفات الحسنة بالسيئة ، ويتجاور الضعف والقوة ، ويقضي المرء حياته في معاناة رغم أن السعادة أقرب إليه من شِراك نعله!! .
• إن كنت مدرساً تحرص على بناء شخصية تلاميذك ، ولا تتعامل مع عقولهم باعتبارها حساباً مصرفياً تودع فيه المعلومات أول العام لتسحبها آخِرَه ، فينبغي أن يكون هذا الكتاب هو الدورة العلمية التي تحصل عليها الآن !!
هل تعلم مدى انتشار الرهاب الاجتماعي بين الطلاب في سن المراهقة ؟
وما الذي يسببه من نقص في التحصيل ، وعدوانية (ناتجة عن الشعور بالنقص) ، وهدر للطاقات خوفاً من سوء تقييم الآخرين ؟؟!
هذا الكتاب لا يدعك عاجزاً أمام طالب تشعر بتفوق قدراته ، رغم تدني تحصيله نتيجة أسباب نفسية ، وإنما يمنحك - بالمعرفة - زمامَ المبادرة .
• إن كنت طالباً في علم النفس أو الطب النفسي وتبحث عن كتاب يصف لك الاضطراب وعلاجه بالصورة التي تحدث بالفعل ، ولا يتوه بك في تعاريج أكاديمية قد لا تؤدي بك إلى فائدة فهذا كتابك !!
وأرجو أن يكون الكتاب بداية طريق في الكتابة تفتقدها الكتب العربية النفسية ، إذ تتوه البوصلة من كثير من المختصين ؛ فلا يفرقون بين البحث الأكاديمي ، والكتاب المطروح للجمهور ، أو يتجرأ غير أهل الاختصاص على الكتابة – بطريقة حكايات ما قبل النوم – عن نصائح علاجية انفعالية ضررُها أكبرُ من نفعِها .
والكتاب عِلمِيُّ الطرحِ ، إسلاميُّ القِيَم ، منبثقٌ من البيئة المحلية في أمثلته ، متوافقٌ معها في علاجِه ، وهو دليل عمل .. فإن شئت أن تُدرِك من قراءته أبلغ فائدة فاعمل بما تقرأ .. ومن عمِلَ بما علِم ، أورثه الله علمَ ما لم يعلم .
منقووووووووووووووووووووول